لم تخضع إيران يوما لسياسة الترغيب والتهديد التي تتبعها الولايات المتحدة، لامتلاكها قوة المنطق أولا، وقوة الردع ثانيا، والاستجداء الأميركي المتواصل من أجل الحوار، يعكس فشل سياسة البلطجة التي تمارسها أميركا تجاه إيران وغيرها من الدول، وهذا يفسر دخول المزيد من الدول على خط الوساطة بدافع أميركي لنزع فتيل التوتر الذي أحدثته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من دون أن تحقق شيئا.
فقد ردت طهران أمس على تأكيد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استعداد بلاده للتفاوض مع طهران بدون شروط مسبقة، مطالبة واشنطن بتغيير نهجها إزاء إيران.
وقال الناطق باسم الخارجية عباس موسوي إن اللعب بالألفاظ واستخدام ألفاظ جديدة للتعبير عن أهداف خفية ليس معيارا للأفعال الأميركية بالنسبة لإيران، مضيفا: إن تغيير النهج العام والسلوك العملي للولايات المتحدة هو المعيار بالنسبة لبلاده.
وبحسب موسوي فإن تأكيد بومبيو على مواصلة واشنطن سياسة «الحد الأقصى من الضغوط» على إيران دليل على استمرار النهج الخاطئ السابق الذي تتبعه أميركا تجاه طهران.
وكان بومبيو قد أعلن أمس أن الولايات المتحدة مستعدة لخوض مشاورات دون شروط مسبقة مع القادة الإيرانيين، عندما يتمكن الإيرانيون من التأكيد على أن بإمكانهم التصرف كدولة طبيعية حسب تعبيره.
كما جدد وزير الخارجية الأميركي أثناء مؤتمر صحفي عقده في مدينة بيلينزونا السويسرية ضمن إطار جولته الأوروبية مع نظيره السويسري، إغناسيو كاسيس تصميم واشنطن على المضي في جهودها الرامية إلى إجبار إيران على تغيير «أنشطتها بشكل جذري.
بدوره أعرب وزير الخارجية السويسري إغناسيو كاسيس عن مخاوف بلاده البالغة إزاء التصعيد القائم بين الولايات المتحدة وإيران، مبديا استعداد بيرن للإسهام في تخفيف التوتر.
وقال الوزير أثناء المؤتمر: الوضع متوتر للغاية وأن بلاده مستعدة للمساعدة في التواصل بين واشنطن وطهران، لكن دون أن تلعب دور الوسيط، لكن هذا الأمر يحتاج إلى تلقيها طلبا رسميا من كلا الطرفين.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استبعد بدوره إجراء أي مفاوضات بين بلاده وأميركا مؤكدا أن الإجراءات الأميركية الظالمة ضد إيران لن تؤثر على نهجها.
وقال ظريف في حوار مع قناة «إي بي سي» الخبرية الأميركية إن مواصلة الضغوط على إيران قد تترك تأثيرات على سوق العقار في البلاد إلا أنها لن تترك أي تأثيرات على نهج إيران.
وفي السياق ذاته قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة، إن العلاقات بين أميركا وإيران لا تقبل الوساطة والأجواء الحالية غير مهيأة للمفاوضات.
وأضاف بيشة في تصريحات لوكالة «إيسنا» الإيرانية» أن رئيس الوزراء العراقي قال لوزير الخارجية الأميركي إن الإيرانيين مستعدين للمواجهة العسكرية وأن أميركا لن تخرج منتصرة من أي حرب مع إيران، لذا لا تدفعوا الأوضاع نحو الحرب … من الأفضل للأميركيين أن ينصتوا لنصيحة رئيس الوزراء العراقي، مؤكدا أن أي توتر بين إيران وأميركا سيشمل المنطقة كلها ولهذا تسعى العديد من الدول للوساطة وذلك للحفاظ على نفسها من أي توتر.
بدوره قال المستشار العسكري للمرشد الإيراني اللواء رحيم صفوي إن أميركا وأوروبا وأصدقاءهم في اليابان وكوريا الجنوبية لن يستطيعوا تحمل حرب سترفع أول رصاصة فيها سعر النفط إلى 100 دولار.
وأضاف صفوي أن ترامب، يدرك أنه سيخرج خاسرا من أي حرب يشنها على إيران ستكلفه ثمنا اقتصاديا باهظا، مؤكدا استعداد إيران للحرب مع أميركا، مضيفا: قواتنا هي الأقوى عسكريا في المنطقة، مشيرا إلى أن إيران لم تكشف عن جميع قدراتها واستراتيجياتها العسكرية وستوجه ضربات مفاجئة للعدو في حال أي عدوان.
وقال إن سفن القوات الأجنبية في الخليج في مرمى الصواريخ الإيرانية، مشيرا إلى وجود 20 ألف جندي في القواعد الأميركية بقطر والكويت والبحرين يقعون في مرمى الصواريخ الإيرانية.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الاثنين 3-6-2019
الرقم: 16992