يقول أوليفر هولمز ستواجه إسرائيل انتخابات جديدة بعد فشل بنيامين نتنياهو في تشكيل التحالف المطلوب لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وذلك عندما صوّت البرلمان الإسرائيلي على حل نفسه بعد فشل نتنياهو في تشكيل حكومته، في خطوة ستؤدي إلى جولة ثانية من الانتخابات بعد شهر واحد فقط من إجراء الانتخابات العامة في البلاد، في تجمع مشبوه أنهى أسابيع من المقايضة غير الهادفة، حيث صوت الكنيست على التفريق والدعوة إلى انتخابات جديدة، المقررة في 17 ايلول.
لأن محادثات الائتلاف توقفت بعد أن رفض وزير الحرب السابق اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، وهو حليف لنتنياهو و من ثم تحوله إلى منافس له، خاصة أن نتنياهو يحتاج إلى دعم من حزب ليبرمان المتطرف، إسرائيل بيتنا، للحصول على أغلبية في البرلمان الإسرائيلي، وقد انتقد ليبرمان نتنياهو قائلاً (لقد جر البلاد إلى انتخابات غير ضرورية بسبب الأنا السياسية الخاصة به)، وأن الجمهور اختاره لتزعم إسرائيل، وقال (سنخوض حملة انتخابية حادة وواضحة وسنفوز)، ومع ذلك، كان حزب الليكود هو الذي اقترح فكرة حل البرلمان، في محاولة بالغة الصعوبة لتمديد فترة حكم نتنياهو التي استمرت لعقد من الزمان الأمرالذي دفع نتنياهو هذا الأسبوع إلى جولة أخرى من الانتخابات بعد أن بدا أكثر وأكثر احتمالاً أنه لن يكون قادراً على تجميع ائتلاف الأغلبية، إن كسر هذا الموعد النهائي – بعد 42 يوماً من الانتخابات البرلمانية – كان من شأنه أن يسمح للرئيس الاسرائيلي، روفين ريفلين، بتعيين سياسي آخر مهمته تشكيل إدارة إسرائيل المقبلة، وهو أمر سعى نتنياهو بشدة إلى تجنبه. وكانت هناك تكهنات بأن روفين ريفلين قد يطلب من رئيس المعارضة الرئيسية، قائد الجيش المتقاعد بيني جانتز، محاولة تشكيل الحكومة المقبلة، خاصة بعد أن فاز حزب غانتز الأزرق والأبيض بنفس عدد مقاعد الكنيست التي حصل عليها حزب الليكود ، لكن كان لديه عدد أقل من الحلفاء المحتملين لتشكيل الأغلبية، والآن يخاطر نتنياهو بفقدان تصويت ثان في أيلول، بعد تقدم كتلة اليمين في أيار، وهذه الخطة قد تفسح لنتنياهو و تتيح له الوقت لإعادة التجمع وإعادة المحاولة.
هذا ولم تعقد إسرائيل انتخابات على الإطلاق خلال عام واحد، وسيبقى نتنياهو رئيس وزراء مؤقت إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة، إذا بقي في منصبه حتى تموز، فسيصبح نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الأطول خدمة، ويريد ليبرمان، الذي تضم قاعدته الحزبية إسرائيليين كثر، ضمانات بأن رئيس الوزراء سيؤيد التشريعات لإصرار اليهود المتطرفين، والمعروفين أيضاً باسم الحريدي، على القيام بخدمات إلزامية مثل الإسرائيليين الآخرين ومع ذلك، احتاج نتنياهو إلى 16 مقعداً من الأحزاب اليهودية المتطرفة لأغلبية 61 مقعداً من أصل 120، وقال ليبرمان قبل التصويت في البرلمان يوم الأربعاء الفائت(استسلم الليكود للحريديين تماماً).
وهذه المرة، تعرض نتنياهو (69 عاماً) لضغوط إضافية لتشكيل حكومة لأنه يواجه لوائح اتهام محتملة تتعلق بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة في ثلاث حالات، وهو ينكر ارتكاب أي مخالفات، ووصف الاتهامات بأنها (مطاردة الساحرات). وكان الموالون له يخططون لمنحه الحصانة في البرلمان المقبل، وهو مشروع قانون اقترحوه من أجل أن يبطل قرارات المحكمة ويحمي نتنياهو، رغم أن نتنياهو لم يدعم الخطة علانية، ويقول هولمز: إن إجراء انتخابات جديدة سيعقّد الأمور خاصة فيما يتعلق بموضوع السلام مع الفلسطينيين، ومع مرور الوقت، لم تكن هناك علامة على حدوث انفراجة في المحادثات مع وزير الدفاع السابق اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، وهو ما قد يؤدي إلى عدم تحديد الموعد النهائي إلى إنهاء محاولة نتنياهو وحزبه لقيادة الحكومة المقبلة، وهو سيناريو ينوي تجنبه عن طريق إجراء انتخابات استباقية، وقد يؤدي الفشل في تشكيل ائتلاف إلى إخراج المهمة من أيدي نتنياهو، الأمر الذي من شأنه تهميش نتنياهو، من خلال اتفاق ائتلافي أو إذا كان البرلمان قد حل ووافق على إجراء انتخابات، مع ذكر تاريخ أيلول سبتمبر على نطاق واسع، وقال المعلق السياسي تشيمي شاليف، إن اتفاق اللحظة الأخيرة لا يزال ممكناً، وأن نتنياهو سيظل هو المفضل للفوز في استطلاع جديد، وأن منتقديه كانوا يتخيلون حول عالم بدونه، (إنها ليست مهمة سهلة، بالنظر إلى العقد الذي أمضاه في السلطة والأربع سنوات الإضافية التي يفترض أنها قادمة، كتب شاليف أن (الشباب الإسرائيليين لا يمكنهم حتى البدء في تخيل إسرائيل بدونه: نتنياهو كرئيس للوزراء لأنه معروف بكرهه للفلسطنيين وهو مايريده هذا الشباب العنصري والمتطرف)
وسعى ليبرمان للحصول على ضمانات على مشروع القانون الذي أيده والذي من شأنه أن يجبر الطلاب المتدينين، والذين يُعفون إلى حد كبير من التجنيد والخدمة في الجيش، وقال يوم الأربعاء الفائت إنه لم يتراجع عما وصفه بأنه مسألة مبدئية بشأن قضية التجنيد الإجباري، ونفى مزاعم الليكود بأن نيته الحقيقية كانت الإطاحة بنتنياهو، وقال ليبرمان الذي استقال العام الماضي من منصب وزير الحرب في نزاع مع نتنياهو بشأن سياسته بشأن غزة: (لست رجلاً انتقامياً ولا أحمل ضغينة)، و من دون دعم حزب يسرائيل بيتينو الذي يتزعمه ليبرمان، والذي يحتل خمسة مقاعد في الكنيست المكونة من 120 عضواً، لا يمكن لنتنياهو تشكيل حكومة أغلبية من الفصائل اليمينية والدينية بقيادة حزب الليكود، لكنه يحتاج أيضاً إلى دعم من السياسيين المتطرفين. ويقول معلقون سياسيون إنه مع تلاشي الآمال للتوصل إلى حل وسط مع ليبرمان، فإن نتنياهو سيركز جهوده على تجنيد 61 صوتاً ضرورياً في البرلمان للموافقة على انتخابات جديدة، وقد تؤدي الانتخابات الجديدة إلى تعقيد الجهود الأمريكية للمضي قدماً في خطة سلام دونالد ترامب المتزعزع أصلاً في الوصول إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحتى قبل الإعلان عنه، الأمر الذي رفضه الفلسطينيون باعتبارهضربة لطموحاتهم في بناء الدولة الفلسطينية، أما فريق البيت الأبيض الذي يقف وراء الاقتراح، بما في ذلك صهر ترامب جاريد كوشنر، وعلى الرغم من مواجهة لوائح اتهام مختلفة لنتنياهو في ثلاث قضايا فساد، بدا أن نتنياهو في طريقه لولاية خامسة كرئيس لكتلة يمينية بعد أن تخطى منافسه الوسطي بن غانتز، وهو قائد سابق للقوات الإسرائيلية.
The Guardian
ترجمة غادة سلامة
التاريخ: الأربعاء 5-6-2019
الرقم: 16994