لم تدرك واشنطن حتى الآن كم هي سياساتها عبثية، فمن يدقق في الخطوات والسياسات العدوانية التي تنتهجها دول منظومة الإرهاب تجاه سورية يجد أنها تتصاعد بشكل هستيري كلما حقق الجيش العربي السوري تقدماً على الأرض، وطهر مساحات جديدة من رجس الوجود الإرهابي فيها.
ولننظر إلى ردة فعل ذراعها الإرهابي الأول في المنطقة، وهو الكيان الإسرائيلي، الذي أزعجه ذلك التقدم السوري فلم يجد أمامه إلا ممارسة سياسة العدوان المعتادة لدعم التنظيمات الإرهابية المهزومة، فاعتدى على مواقعنا في القنيطرة وريف دمشق ثم على مطار التيفور.
أما ما فعلته منظومة العدوان خلال الأسابيع الأخيرة التي أعقبت تحرير قرى كثيرة في أرياف حماة وإدلب، فيدل على تلك الهستيريا التي أصابت رؤوسه، فمنهم من يعلن عن أجنداته الاستعمارية بشكل سافر، ومنهم من يحاول إصدار بيان في مجلس الأمن الدولي يشوه الأوضاع في محافظة إدلب، ويحاول قلب الحقائق هناك وتجاهل وجود الإرهابيين من النصرة وأتباعها في الشمال السوري والتستر على جرائمهم بحق السوريين الأبرياء.
وتقف واشنطن في مقدمة معتدي دول العدوان، تحاول من جهة أن تدعم مرتزقتها كقسد وداعش، فتقوم قواتها الغازية بإنزال جوي في محافظتي الحسكة ودير الزور، واعتقال الكثير من السوريين، وكل ذلك لحماية إرهابيي داعش المحاصرين في تلك المناطق وإنقاذهم من قبضة الجيش العربي السوري لتتستر على قضايا كثيرة.
ولم تدرك واشنطن وأدواتها ومرتزقتها وحلفاؤها أن السوريين حزموا أمرهم لتحرير كل ذرّة تراب من وطنهم، وسيواصلون المهمة في الشمال والجزيرة السورية حتى تحريرها من الإرهاب والاحتلال، وسيواصل جيشهم الوطني مهمته في طرد المرتزقة، وهم مؤمنون بأن النصر حليفهم، وأنهم قرروا القتال حتى النصر مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
ورغم الخيبات الكبيرة التي أصابت منظومة العدوان فإنها استمرت في سياسات التضليل والمراوغة وقلب الحقائق وتشويهها، فلا تدخر جهداً إلا وتبذله لإدانة سورية من دون وجود أي دليل على اتهاماتها، وبالمقابل تمتنع عن إدانة واحدة لجرائم التنظيمات الإرهابية التي تستهدف السكان الآمنين، وحين تقوم هذه الأخيرة بإعداد مسرحية كيماوية مثلاً فإنها تتلقفها وتروج أن الدولة السورية قامت أو ستقوم بها لتبرير العدوان عليها، دون أن تعي هذه المنظومة أن النصر لأصحاب الأرض والقضية مهما بلغت غطرستها.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 6-6-2019
الرقم: 16995