أينما اتجهت في هذا العالم الواسع ونظرت، تجد جدلاً من نوع ما يتفاعل مع تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب «التويترية»، بعد أن اتخذ هذا الرجل من حسابه على موقع تويتر منبراً إعلامياً، يطلق من خلاله مواقفه المختلفة المثيرة بشكل دائم للجدل.
نحن هنا لسنا بصدد تقييم التجربة «الترامبية التويترية»، بل للتعليق على ما أسفرت عنه مواقف ترامب وآراؤه البغيضة كما وصفها البريطانيون، قبيل وأثناء زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الأميركي إلى المملكة المتحدة الإثنين الماضي واستمرت ثلاثة أيام.
البريطانيون أعلنوا عن موقفهم ونظموا تظاهرات وسط لندن منددة ورافضة لهذه الزيارة، معتبرين ترامب أخطر شخص في العالم، وناشدوا زملاءهم الأميركيين من خلال اللافتات التي رفعوها في تظاهراتهم بأن يقيلوه الآن وفوراً، كما عكس اطلاق البالون العملاق الذي يصور الرئيس الأميركي على شكل رضيع غاضب في سماء العاصمة البريطانية الحنق الشعبي الواسع من تدخل إدارة البيت الأبيض في الشؤون الداخلية لبلادهم.
أما ما عبر عنه بعض السياسيين والأحزاب البريطانية تجاه ترامب وسياساته، فيعد جزءاً مهماً من ردة الفعل الرسمية التي ترفض الهيمنة الأميركية المزمنة على المملكة المتحدة، وبالوقت نفسه تبين انتقاداً واضحاً لتبعية رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي لسياسة واشنطن الهدامة.
وما ساقه عمدة لندن في معرض رده على الانتقادات العنيفة التي وجهها له الرئيس الأميركي، ومن وصفه لتغريدات ترامب بالـ»صبيانية» وكأنها صادرة عن طفل بعمر 11 سنة، إلى العنصرية، مروراً بالنازية الجديدة، وغيرها من الآراء البغيضة التي يعبر عنها ترامب بشكل دائم، كل ذلك يدلل على أن هذا الرئيس منبوذ في كل مكان حتى في البلد الذي يعده الكثيرون بأنه التابع والمطيع الطيّع للولايات المتحدة، ما يعني أن سياسات واشنطن غير مرغوبة حتى ولو جلبت تجارة حرة بينها وبين الآخرين تفوق الحالية بثلاث مرات.
راغب العطية
التاريخ: الخميس 6-6-2019
الرقم: 16995