من نبض الحدث…خرائط الميدان ترسم من جديد.. و«درونات» أردوغان تعجّل بسحق إرهابييه

تتسع رقعة الاشتباك السياسي الدولي والإقليمي، لرغبة واشنطن برمي آخر أوراقها التي تظنها ضاغطة، بينما الحقيقة غير ذلك، لأن الخيارات تضيق أمامها كثيراً، وسوف تجد نفسها مضطرة للتراجع عما أزكمت أنوف العالم فيه طوال السنوات الماضية حول تشدقها باستهداف الحكومة السورية، ولاسيما أن المفاجآت القادمة من الميدان لن تتوقف عند منطقة تحصن فيها الإرهابيون لفترة زمنية، لأن سبحة هزائمهم سوف تنفرط وتضيع حبّاتها، وهذا ما سيحرج أميركا ومن دعمهم معها، ويضعهم في خانات محددة.
قبل سنوات تابع المهتمون بالشأن السوري تصريحات المسؤولين الأميركيين ووكلائهم في المنطقة، والتي نقلوا فيها حقيقة أمنياتهم وما يرونه في أحلامهم، ولم يدخروا جهداً إلا واستخدموه في الأروقة الأممية والمناسبات السياسية واللقاءات الثنائية، للنيل من الإرادة السورية، لكنهم لم يحققوا أياً من تلك الأمنيات، وتحولت أحلامهم إلى كوابيس في الواقع، وما تبقى منها بقي مجرد أضغاث.
المحاولات الغربية لإعادة تفجير الداخل السوري وصلت إلى طريق مسدود، وهي لن تتعدى الخطوط الحمراء التي لن يسمح السوريون بها، ولاسيما أنهم أدركوا حقيقة ما جرى، وعرفوا عدوهم من صديقهم، وباتوا على درجة أعلى من الوعي، ويستعدون للبدء بمرحلة جديدة تعوضهم ما فات أو أصبح من الماضي، شاء من شاء وأبى من أبى، في وقت لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أنهم حتى اليوم يواجهون مشروعاً غربياً، الهدف منه تقويض جهود الحل، وإعاقة بلوغ الأمن والاستقرار، ما خلا الأنظمة والدول التي لا تزال تعوّل على إرهابييها، ومستمرة بدعمها وتمويلها، وضخ جرعات الأدرينالين في عروقهم المتيبسة خوفاً وهلعاً، حتى آخر لحظة سقوط لهم.
أولئك الإرهابيون يواجهون اليوم كثافة نارية كبيرة رداً على خروقاتهم المتكررة، لكن قدرة تحملهم لن تكون كما يريد مشغلوهم، وسوف يفتحون أبواب الأرياف المغلقة ومدينة إدلب مكرهين، ولن يفيدهم تعنت النظام التركي بعدم الانسحاب من المناطق التي غزاها بهدف مساعدتهم في اللحظات الحرجة، وخاصة أن أوقاتهم المقبلة سوف تكون جميعها حرجة، ولن نستغرب أن يغادرهم، ويغدر بهم في تلك الأوقات، رغم الأعداد الهائلة من الطائرات المسيرة التي يزودهم بها، فيما الحقيقة يجلب لهم الموت على أجنحتها.
خرائط الميدان ترتسم اليوم من جديد، والفوضى التي تسببت فيها أميركا والدول التي صدرت الإرهاب إلى سورية سوف تخمد نارها، وينطفئ جمر الحرب متحولاً إلى رماد تذره رياح الانتصارات المرتقبة.

كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 7-6-2019
الرقم: 16996

 

 

آخر الأخبار
مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة تأمين الدعم اللازم في درعا للمهجرين من السويداء عندما تكون الـحوكمة خياراً.. خبير اقتصادي لـ"الثورة": ضرورة لتعزيز التنافسية والاستقرار الاقتصادي "الأشغال العامة": خطة شاملة للإعمار والتنمية في إدلب الثقافة المؤسسية وحب العمل.. رافعة بناء سوريا بعد التحرير كل شيء عشوائي حتى المعاناة.. الأسواق الشعبية في دمشق.. نقص في الخدمات وتحديات يومية تواجه المتسوقين قيمة الليرة  السورية تتحسن و الذهب إلى انخفاض مجزرة الغوطة.. العدالة الغائبة ومسار الإفلات من العقاب مستمر التعاون مع "حظر الكيميائية" يفتح نافذة حقيقية لتحقيق العدالة في مجزرة الغوطة مجلس التعاون الخليجي: مواصلة تعزيز مسارات التعاون مع سوريا  أكرم عفيف لـ"الثورة": الفطر المحاري مشروع اقتصادي ناجح وبديل غذائي منبج.. مدينة الحضارات تستعيد ذاكرتها الأثرية مجزرة الغوطة.. جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم  حين اختنق العالم بالصمت.. جريمة "الغوطة الكيماوية" جرح غائر في الذاكرة السورية