بين عبثية المناورات وخبث الطروحات لتعطيل تأمين الشمال يتأرجح حال أردوغان الغارق في وحل إخفاقاته حتى أذني خيباته بعد أن حُشر في زاوية احتياله، ولم تعد تسعفه كل طرق مراوغته وكل أساليبه الملتوية لتأخير الحسم، ولا حتى التلطي وراء أصابع الاتفاق الذي فخخه بسوء نياته، وأشعل فتيل احتراقه بنيران نصرته الإرهابية.
فتأمين الشمال انطلق بخطوات ثابتة لانتزاع صواعق تفجير الأوضاع، وبرؤية استشرافية صائبة من الدولة السورية التي أدركت ما يحاك في غرف الشر التآمري، وانطلاقاً من ما لتداعياته من انعكاسات مستقبلية على تحرير الجزيرة السورية من براثن ترامب وأدواته الانفصاليين ودواعشه.
معركة الشمال هذه جعلت دماء الغيظ تغلي في عروق شريكتي الإرهاب أنقرة وواشنطن، فمساحة مناوراتهما ضاقت إلى حدودها الدنيا وضاقت معها قدراتهما على قلب طاولة الميدان التي ثبت مداميك النصر فيها الجيش العربي السوري بتفوق واقتدار.
كذلك حال دول الغرب الاستعماري التي اعتمدت على الإرهاب لتمرير مخططات أطماعها، فكلما أُفلتت خيوط مؤامراتها من أيدي إرهابييها، تتنادى إلى المحفل الدولي لعقد جلسة عربدة لاستصدار قرارات تدين الدولة السورية، وتزيد في طنبور فجورها نغمات الافتراء والتضليل وتتباكى بكاء الذئاب على الشعب السوري الذي أذاقته كؤوس إرهابها لسنوات ثمانٍ، فكلما زادت هزائمهم ارتفع عويلهم، وكلما شعروا بدنو الهزيمة وخسارة رهاناتهم ومساحات إرهابهم كما هو الحال في الشمال السوري اليوم كلما زادت حدّة التجيييش وتشويه الحقائق لتعطيل قافلة التحرير السوري عبر إعادة الامور الى مربع الاتجار القذر بها لإتاحة عدوان سافر جديد.
ليس مستغرباً ما يجري من تسخين وافتراء في توقيته وغاياته، بل متوقع، أفرزته تداعيات الميدان لجهة انتصارات الدولة السورية المنجزة شمالاً واقتراب خروج الشمال من دائرة التفخيخ الغربي، ما اوصل حقد محور العدوان لذروته، فراح ينفث سموم تحريضه بتناوب على المجون القذر على المسرح الدولي.
هي الحرب في خواتيمها وستسدل سورية الستار على مسرحيات التآمر منتصرة ،وستكتب صفحات جديدة في سجل أمجادها، وإن استمات ترامب وأردوغان لتغيير قواعد المواجهة بالميدان، وإن أفرغا كل ما في جعب إرهابهم على الرقعة الشمالية والشرقية من الخريطة السورية.
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 7-6-2019
الرقم: 16996