عندما نتحدث عن التدخين ..نمل التكلم عن الأضرار الصحية والبيئية والمادية لهذه الظاهرة ،ولافتات ممنوع التدخين التي قد ترفع الوعي بمخاطرها قد لا تمنع من التدخين في أماكن وجودها ..تصرف يكشف عن لامبالاة ويكاد يعلن صراحة عدم مسؤولية قانونية وأخلاقية والحقيقة أن النظام الذي يفرضه الذوق الاجتماعي لا يقل شيئا عن النظام الذي يتضمنه القانون .
في اليوم العالم للتدخين والذي يصادف آخر يوم في الشهر الماضي لن نضجر ولن نتعب من التكرار والإعادة والبحث والخوض في حلول ناجعة لوقاية المراهقين من تسلل هذه الظاهرة إلى صفوفهم وممارستها بلا خجل أو حياء أما الآباء ومن هم قدوتهم كالمعلمين ،ويقعون في حيرة من كيفية إقناعهم الإقلاع عن هذه العادة وتأثيرها المدمر على صحتهم في ظل أمية تربوية صحية تمسك بإشاعة التدخين لا علاقة له بالأعمار ويدللون أصحابها على ذلك بمدخنين معمرين وهي لا تعدو حجماً واهية للبعض لعدم تمكنهم من مقاومة الرغبة الملحة في إشعال السيجارة مع محاولاتهم الفاشلة في ترك هذه العادة .
يخطئ بعض الأهل في محاولاتهم لابعاد أبنائهم عن هذه الظاهرة ويغمرونهم بالنصائح والتوجيهات والأوامر ولغة التهديد والوعيد وليس أسهل على الآباء من توجيه الإرشادات وإحصاء الأخطاء ولكن الحديث في الأخطاء لا يجدي والأنفع أن يعلم الآباء كيف تكونت أخطاء أبنائهم وما الظروف التي اضطرتهم إلى أن يخطئوا ثم يبدؤوا بإزاحة هذه الظروف وتوفير ظروف أخرى صالحة لهم .
من هنا يكون لحديث الوقاية والعلاج من هذه الظاهرة وبلغة الحوار صدى عندما يتناول على سبيل المثال التكلفة المادية للتدخين (كم علبة سجائر يوميا تكلفتها وفي الشهر والسنة كم يمكن أن نوفر )وكذلك فيما يخص النظافة الشخصية وما قد تسببه رائحة التدخين التي تلتصق بالجسم .وللنشاط البدني وشغل أوقات الفراغ بالمفيد والممتع الدور الأكبر في تقليص هذه الظاهرة وتمتين حواجز التحدي الجسدية والنفسية والتي تسقط عندها إغراءات لفافة التبغ كلها .
رويدة سليمان
التاريخ: الجمعة 7-6-2019
الرقم: 16996