انتهى الموسم الدرامي لهذا العام وأصبح بوسعنا أن نقف عند بعض النقاط التي لابد من الحديث عنها كنوع من التصويب لهذه الدراما بشكل عام…
بداية لاشك أن ماقُدم هذا العام جيد نسبياً بما سبق… فالدراما عبر الخمس سنين السابقة لم تقدم مانطمح إليه إلا ماندر… قد يكون ماتم تقديمه جيداً بعض الشيء،لكنه لايناسب مانجح به صناع الدراما عبر سنوات طويلة من العمل والجهد كصناعة درامية وليس كتجارة !!.
نعم.. كنا ومازلنا نؤمن أن الفن رسالة وأن الهدف الأساسي له تسليط الضوء على قضايا متعددة.. وقد نجحت الكثير من الأعمال السورية في امتاعنا وإشباعنا فناً وأداء وإبداعاً حتى إن بعض الأعمال تابعناها لأكثر من عشر مرات وربما أكثر.. لكن السؤال كيف لكتّابنا اليوم أن يجعلوا في بعض الأعمال الشر ينتصر على الخير ؟؟ و الفاسد على الشريف؟ أي أخلاق ينشرونها بعد كل مامررنا به، ثم ماذا عن العنف المبرمج في الكثير من الاعمال.. أليس من حقنا التساؤل مَن المسؤول ولم وكيف ؟!!
من جهة اخرى في تاريخ سورية عدد كبير من الشخصيات التاريخية والثقافية والكفاحية لم لا نرى السيناريوهات تتحدث عن هذه الشخصيات التي برهنت على حضور قوي سواء كان ذلك في تجلياتها الإيجابية أو النضالية أو الثقافية،هل هي صدفة أم هو تغييب أو أن كاتبا ما ليس قادرا على التصدي لسير هؤلاء في عمل درامي يترك تأثيرا من جيل إلى جيل.. في حين يتم الاقتباس عن روايات عالمية أو شخصيات لاتمت لمجتمعاتنا بصلة…
هل طغى العامل التجاري فأنتج لنا مسلسلات تشوّه الصورة وتقزم المعنى؟.. وهل التجارة سمحت بتقديم بعض الأعمال التي لاتمثل في الغالب الشخصية السورية إلا في جوابنها السلبية..
الدراما السورية صناعة درامية كبيرة وقد دخلت ميدان المبارزة منذ زمن بعيد وانتصرت، وحققت حضوراً لايضاهيه حضور، فلنحافظ على الدراما.. وتتسع الرؤى لتتجسد إبداعاً حقيقياً، فتلك وحدها ستدخل في روح الأجيال الجديدة.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الجمعة 14-6-2019
رقم العدد : 17000