مع تسريع الجيش العربي السوري وتيرة عملياته في الرد على خروقات إرهابيي أردوغان المستمرة لاتفاق منطقة خفض التصعيد، والإنجازات العسكرية المهمة التي حققها خلال الفترة الماضية، بدأ الدعم الذي تتلقاه التنظيمات الإرهابية وأدواتها من قبل مشغليها في واشنطن ولدى النظامين التركي والسعودي يأخذ منحى جديداً يعكس مدى حرص رعاة الإرهاب واستماتتهم في الحفاظ على مرتزقتهم، وحمايتهم من ضربات الجيش، خوفاً من خسارة كل أوراقهم التفاوضية.
نظام أردوغان لم يعد يتستر وراء الاتفاقات والتفاهمات في «آستنة وسوتشي» لمنح إرهابييه الفرصة تلو الأخرى لتعزيز مواقعهم، وترميم صفوفهم بصفته ضامناً لهم، ولم يعد يكتفي بتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لإرهابيي «النصرة» وحسب، بل أشهر علانية عملية تزعمه المباشرة لهم، وكأنهم ألوية وكتائب في صفوف قواته الغازية والمحتلة، ورفع من مستوى تسليحهم النوعي مثل صواريخ « تاو وكورنيت» ومضادات الطائرات المحمولة على الكتف، وأنشأ غرف عمليات خاصة للإشراف على جرائمهم بحق المدنيين وممتلكاتهم، ليثبت الحقيقة الراسخة بأن نظامه هو من ينفذ الحرب الإرهابية بالوكالة عن مشغله الأميركي، علّه يحقق بعضاً من أطماعه التوسعية في إدلب وريفها ومنبج وعفرين، بعدما سبق واندثرت أوهامه على أبواب حلب.
المشغل الأميركي الذي أوكل مهمة إشغال الجيش العربي السوري في منطقة خفض التصعيد لأردوغان، يرفع من وتيرة عدوانه وعبثه أيضاً، ويسابق الزمن لتثبيت تموضعه في الجزيرة السورية، وجلب « بقرته السعودية الحلوب» لمؤازرة ميليشياته من مرتزقة «قسد» ومحاولة الرفع من شأنها لتكريسها كذراع إرهابي على المدى الطويل، يأخذ كيان العدو الصهيوني على عاتقه عملية تأهيلها وإعدادها لتصبح فيما بعد جزءاً لا يتجزأ من منظومتها العدوانية في المنطقة، ولهذه الغاية لم تتوان تلك الميليشيات عن إرسال عدد من مرتزقتها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للخضوع لتدريبات عسكرية على يد «الموساد الإسرائيلي»، بحسب ما أكدته العديد من المصادر الإعلامية.
التحركات المحمومة من قبل أطراف العدوان تكملها الفرق الإعلامية الأميركية والإسرائيلية المتسللة إلى مناطق سيطرة «قسد» وإرهابيي «النصرة» في آن واحد، فوفق المعطيات المؤكدة يتجول فريق إعلامي من الكيان الصهيوني تابع للقناة «12» الإسرائيلية في مدينة الرقة برفقة مرتزقة «قسد» لإعداد تقارير في شوارعها وساحاتها العامة، بالتوازي مع وجود فريق إعلامي متكامل لإحدى أشهر المؤسسات الإعلامية الأميركية وهي شبكة «سي- بي- إس» في مناطق سيطرة الإرهابيين في ريف حلب يرتدون لباس جبهة النصرة الإرهابية، الأمر الذي يعني بأن ثمة سيناريوهات إجرامية جديدة يتم العمل على إخراجها عند الطلب الأميركي.
منظومة العدوان تعمل جاهدة على خلط الأوراق من جديد، لمحاولة إعادة تعويم الإرهاب على مدى أوسع، ولكنها تسقط من حساباتها أن إرادة السوريين ستقهر الغزاة المحتلين، وستدحر كل مخططاتهم.
كتب ناصر منذر
التاريخ: الأحد 16-6-2019
الرقم: 17001