أميركا تزعم أنها ضد الحرب.. وبريطانيا تتولى مهمة التصعيد!..إيران تعلن اليوم الخطوة الثانية لتخفيض التزاماتها في الاتفاق النووي
أكدت طهران أمس أنها ستعلن اليوم في تقرير عن الخطوة الثانية في إطار تخفيض التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن السنة الماضية.
ووفق التلفزيون الإيراني سيصدر الإعلان عن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية في تقرير يشرح كذلك الإجراءات التي تمت خلال الخطوة الأولى في زيادة ذخائر اليورانيوم منخفض التخصيب وإعادة تصميم مفاعل أراك للماء الثقيل وعملية زيادة إنتاج الماء الثقيل.
وذكرت وكالة «تسنيم» أن «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلن اليوم من مفاعل أراك للماء الثقيل، عن الخطوات التحضيرية التي اتخذت للتخفيض أكثر من التزامات طهران المتعلقة بالاتفاق.
يذكر أن المجلس الإيراني الأعلى للأمن القومي كان أكد في بيان بتاريخ 8 آيار الماضي أن إيران ستوقف بعض إجراءاتها في الاتفاق النووي بدءا من تاريخ 8 حزيران.
وأوضح البيان أن إيران لا تعتبر نفسها حاليا ملتزمة بمراعاة القيود المتعلقة بالاحتفاظ باحتياطي اليورانيوم المخصب، واحتياطي الماء الثقيل.
كما أشار البيان إلى إعطاء مهلة 60 يوما للدول المتبقية في الاتفاق النووي لتنفيذ التزاماتها، خاصة في المجالين المصرفي والنفطي.
وقال مصدر في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بتاريخ 15 آيار إن المنظمة ستتابع بجدية وقف البرامج المتعلقة بمراعاة سقف إنتاج اليورانيوم المخصب، وكذلك إنتاج الماء الثقيل من دون قيود في منشأة اراك.
في الأثناء قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني إن الاستهدافات المشبوهة لناقلات النفط في بحر عمان هي تتمة لمسلسل استهداف إيران بالإجراءات الأميركية.
وأضاف لاريجاني في كلمة له أمام الجلسة العامة للمجلس أمس نقلتها وكالات الأنباء الإيرانية إن هذه الاستهدافات ضد ناقلات النفط في بحر عمان عمل مشبوه.. وهي جزء من محاولات استهداف إيران تضاف إلى الحظر الاقتصادي لأنهم عجزوا عن الحصول على نتيجة من الحظر. ولفت لاريجاني إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يقدم نصائح لإيران باستخدام الدبلوماسية في الوقت الذي تتخذ فيه بلاده إجراءات إرهابية اقتصادية وتفرض أشد أنواع الحظر ضد الشعب الإيراني، متسائلا : هل هذه خطوة دبلوماسية.. وهل انتهاك الاتفاق النووي والحرب الاقتصادية ضد الشعب الإيراني هو عمل سياسي.. هل إجراءات أميركا في فنزويلا ضد رئيس البلاد الشرعي خطوة سياسية ودبلوماسية.
وتابع لاريجاني بالقول: هل تزويد النظام السعودي بالأسلحة لقتل الشعب اليمني المضطهد عمل سياسي.. والدعم العسكري الشامل للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني هو عمل سياسي، موضحا أن الشعب الأميركي ابتلي بزمرة سياسية دنيئة.
زعم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بأن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع إيران، مدعيا أن الدبلوماسية مع طهران مستمرة.
وقال إنه على الرغم من أن إيران مسؤولة «بلا شك» عن الهجمات التي استهدفت ناقلتين الأسبوع الماضي، إلا أن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع طهران.
وأضاف بومبيو خلال مقابلة مع برنامج «فوكس نيوز صنداي»، أن الرئيس ترامب بذل كل ما في وسعه لتجنب الحرب على حد زعمه، وتابع قائلا إن واشنطن ستضمن حرية الملاحة عبر ممرات الشحن الحيوية.
وأفاد بأن «الولايات المتحدة ستتأكد من اتخاذ كل الإجراءات الضرورية، الدبلوماسية وغير الدبلوماسية لتحقيق تلك النتيجة».
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن يوم الجمعة أنه جاهز لعقد مفاوضات مع إيران وقتما تكون مستعدة لذلك، رغم تحميله طهران مسؤولية الهجوم الأخير على ناقلتي النفط في خليج عمان.
وسارعت الولايات المتحدة إلى توجيه الاتهامات لإيران إثر تعرض ناقلتي نفط سنغافورية ونرويجية لانفجارات وحرائق الخميس الماضي في مياه بحر عمان وتبعتها بريطانيا بينما أكدت إيران أن هذه المزاعم حول مسؤوليتها عن استهداف ناقلتي النفط لا أساس لها.
وفي موقف واضح يشير إلى تبادل أدوار التصعيد، جدد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت تحميل إيران المسؤولية عن استهداف الناقلتين في بحر عمان الخميس الماضي، معتبرا أن هذا الأمر «مؤكد تقريبا» حسب ادعائه. وذكر هانت في حديث إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية «بي بي سي» أمس أن لندن لا تثق بوقوف أي طرف آخر «غير طهران» وراء الحادث، وهو الثاني من نوعه خلال نحو شهر. وحث هانت جميع الأطراف على خفض التوتر.
هذا وقد أرسلت بريطانيا نحو 100 جندي من مشاة البحرية إلى مياه الخليج بزعم حماية سفنها.
ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» عن مصادر عسكرية بريطانية أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية للرد السريع ستبدأ دوريات في مياه الخليج.
وأوضحت الصحيفة أن القرار تم اتخاذه في وقت سابق وينص على إرسال قوات بريطانية إلى مياه الخليج في حال اقتراب نشوب نزاع عسكري بين الدول الغربية وإيران.
هذا واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير البريطاني في طهران على خلفية الموقف البريطاني الذي يتهم إيران بالوقوف وراء استهداف ناقلتي النفط في خليج عُمان الخميس الماضي. وطالبت الوزارة الحكومة البريطانية بتقديم توضيح وبإصلاح موقفها تجاه الأمر، مضيفة أن السفير البريطاني تعهد بنقل رسالة طهران إلى لندن.
وفي موسكو أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن الادعاءات والمزاعم التي تحمل إيران مسؤولية الوضع المتوتر في بحر عمان لا يمكن التعويل عليها أو أخذها بعين الاعتبار.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن بيسكوف قوله في برنامج «موسكو كرملين بوتين» على قناة روسيا 1 أمس: «تعلمنا أن نضبط تقييماتنا.. ونحن نحث الجميع على ضبط النفس ووضع تقييم واقعي لما حدث والانتظار لحين ظهور بعض البيانات المقنعة» مضيفا إن أحدا لم ينس بعد أنابيب المساحيق البيضاء التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن بأول عام 2003 في مجلس الأمن الدولي كدليل مزعوم على أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وهو ما ثبت بطلانه لاحقا.
وأكد بيسكوف أن «حديث البعض عن وجود نوع من المعلومات السرية حول ما حدث في بحر عمان أمر سخيف».
وكالات – الثورة:
التاريخ: الاثنين 17-6-2019
الرقم: 17002