العربدة الأميركية والصهيونية لا تتوقف عند أي حدود، ومحاولات الجانبين وإجراءاتهما المتسارعة، ومخططاتهما العدوانية لاغتصاب أراضي الغير بالقوة، لن تغير معالم الجولان السوري المحتل وطبيعته السكانية والجغرافية، ولن تغير من حقيقة الجولان التاريخية وهويته العربية السورية، وصمود أهلنا في الجولان وتشبثهم بأرضهم وانتمائهم التاريخي لوطنهم الأم سورية سيفشل كل تلك المخططات.
إجراءات حكومة العدو الصهيوني على أرض الجولان وإقامة مستوطنة باسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لن تثني أهلنا في الجولان على مواصلة نضالهم والتصدي لكل مخططات العدو، مهما تآمرت قوى العدوان، ولا سيما أن الملاحم البطولية لأهلنا في الجولان تتعاظم يوما بعد يوم وهي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وهي بدأت منذ أن دنس المحتل تراب الجولان عام 1967 وشكل الإضراب العام الذي أعلنوه عام 1982 أبرز محطات نضالهم عندما هبوا في الرابع عشر من شباط للتصدي لإعلانه المشؤوم حول ضم الجولان وللتأكيد على رفضهم القاطع له والتمسك بهويتهم الوطنية السورية ومقاومة كل إجراءات الاحتلال.
العقلية الإجرامية الملازمة للحكومات الإسرائيلية والأميركية المتعاقبة لا تنم إلا عن مدى الغطرسة التي يتوهم الصهيوني والأميركي أن بإمكانهما المضي قدما بسياسات السلب والنهب، وتعكس أيضا مدى الجهل بحقائق التاريخ والجغرافيا، وحجم الازدراء الأميركي والصهيوني للشرعية الدولية، والانتهاك الفاضح والسافر للقانون الدولي، حيث أكدت كل قرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 تحت الفصل السابع والذي حظي بإجماع أعضاء مجلس الأمن بمن فيهم الولايات المتحدة على الوضع القانوني للجولان السوري بأنه أرض محتلة وأن قرار كيان الاحتلال الغاصب بالضم باطل ولاغ ولا أثر له، وبالتالي لا يحق لسلطة الاحتلال القيام بأي إجراءات تغير من تركيبته الديموغرافية وهويته الحقيقية.
قرار مجلس الأمن رقم 497 لم يكن الوحيد للأمم المتحدة الذي يؤكد سورية الجولان حيث أصدرت الجمعية العامة منذ عام 1981عشرات القرارات التي تشدد على بطلان إجراءات ومخططات الاحتلال فرض قوانينه على الجولان السوري المحتل وتكفل حق سورية باستعادته كما لازمت منذ ذلك التاريخ صفة المحتل عند الحديث عن الجولان في جميع وثائق الأمم المتحدة وبيانات أعضاء المنظمة الدولية بمن فيهم الولايات المتحدة.
سورية تؤكد على الدوام بأن حقها باسترجاع كامل الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 غير قابل للتصرف وغير خاضع للتقادم، وهي لن تتوانى عن بذل الغالي والنفيس من أجل تحرير الجولان من الاحتلال الإسرائيلي ولن تتخلى عن الاستمرار في مقاومة المحتل وممارساته ومحاولته فرض إجراءاته وقوانينه الباطلة على الأراضي السورية والعربية المحتلة، وعلى كيان الاحتلال الإسرائيلي وداعميه بأن يعوا أن سياساتهم ستسقط أمام صمود السوريين، وصمود أبناء الجولان الذين حافظوا طيلة 52 عاماً تحت الاحتلال على هويتهم وجنسيتهم العربية السورية، وكما سبق لأبناء الجولان السوري إسقاط قرار الضم ومحاولة فرض هوية المحتل وإفشال ما يسمى انتخابات المجالس المحلية الإسرائيلية فإنهم سيسقطون اليوم محاولات حكومة الاحتلال فرض إجراءاتها العنصرية وغير الشرعية.
كتب المحرر السياسي:
التاريخ: الاثنين 17-6-2019
الرقم: 17002