واشنطن تتوعد بعد تلقيها رسالة حازمة بإسقاط طائرتها المسيرة…إيران تحذر من عواقب الاستفزازات الأميركية: حدودنا خط أحمر
تطور لافت في سياق التصعيد الأميركي المتواصل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تمثل بإسقاط الدفاع الجوي الإيراني لطائرة تجسس أميركية انتهكت الأجواء الإيرانية، ورغم الإقرار الأميركي بإسقاط طائرة التجسس، إلا أن واشنطن توعدت بالمزيد من التصعيد، ورفعت من منسوب تهديدها على لسان الرئيس دونالد ترامب، ليأتي الرد الفوري من إيران بأن حدودها خط أحمر لا يمكن تجاوزه على الإطلاق.
وفي التفاصيل أكد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة «يحمل رسالة واضحة وحازمة وهي أن مدافعي حدود إيران سيكون لديهم ردود حازمة وقاطعة في مواجهة أي اعتداء على هذه البلاد».
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن اللواء حسين سلامي قوله أمس في كلمة خلال مراسم تكريم شهداء محافظة كردستان، حول إسقاط طائرة التجسس الأميركية في هرمزكان: قام الدفاع الجوي لحرس الثورة فجر أمس بشجاعة بإسقاط طائرة تجسس أميركية مسيرة كانت قد اخترقت حدود البلاد.
وأشار اللواء سلامي إلى أن هذه هي الطريقة التي تتصدى بها إيران للأعداء، قائلاً: حدودنا خط أحمر بالنسبة لنا وأي عدو يعتدي على هذه الحدود لن يعود، نعلن أننا لا ننوي الحرب مع أي بلد لكننا مستعدون بالكامل للحرب وحادث اليوم هو مؤشر واضح عن هذه الرسالة الدقيقة.
وكان الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني أسقط فجر امس طائرة تجسس أميركية مسيرة من طراز «غلوبال هاوك» بعد اختراقها الأجواء الإيرانية في محافظة هرمزكان جنوب البلاد.
وأقر الجيش الأميركي بما أعلنه الحرس الثوري الإيراني من إسقاطه طائرة مسيرة تابعة للبحرية الأميركية فوق مضيق هرمز.
وفي وقت سابق أعلنت الولايات المتحدة إرسال نحو 1000 عسكري إضافي وأنظمة «باتريوت» الصاروخية للدفاع الجوي وطائرات مسيرة وغيرها من المعدات العسكرية إلى منطقة الخليج عقب اتهامها لطهران باستهداف ناقلات نفط في خليج عمان يوم 13 حزيران، قرب السواحل الإماراتية الشهر الماضي.
في الأثناء أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران ستحيل المسألة المتعلقة بالأنشطة الأميركية في المنطقة إلى الأمم المتحدة.
وكتب ظريف في تغريدة على موقع «تويتر» أمس أن الولايات المتحدة تمارس إرهابا اقتصاديا ضد إيران وقامت بأعمال سرية ضدنا والآن تقوم بالتعدي على أراضينا.
وأضاف: نحن لا نسعى للحرب، لكننا سندافع بشدة عن أجوائنا وأرضنا ومياهنا، مؤكدا بالقول: سنحيل هذا العدوان الجديد إلى الأمم المتحدة ونفضح أكاذيب الولايات المتحدة عن المياه الدولية.
بدوره أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن أجواء إيران خط أحمر وأن بلاده سترد بقوة على أي معتد.
وأوضح شمخاني في تصريح على هامش الاجتماع الأمني الدولي في أن إيران أكدت مرارا أنها ستدافع بكل قوة عن أجوائها ومياهها الإقليمية، وأن أجواءها خط أحمر ولا فرق لديها لمن تتبع أي طائرة تخترق أجواءها.
هذا وقد أدانت وزارة الخارجية الإيرانية انتهاك المجال الجوي الإيراني من قبل طائرة أميركية مسيرة من دون طيار، محذرة من عواقب مثل هذه الإجراءات الاستفزازية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن أي انتهاكات من هذا القبيل لحدود إيران مدانة بشدة، ونحذر من عواقب مثل هذه الإجراءات غير القانونية والمستفزة.
من جهته حذر المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ترامب من مغبة ارتكاب أي خطأ ضد إيران.
وذكرت وكالة فارس الإيرانية أن عبد اللهيان قال في تحذيره الذي نشره في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن أخطأتم فإن كلمة الفصل ستكون لإيران في نهاية المطاف باقتدار، مشيراً إلى أن ترامب ومسؤولي البيت الأبيض تلقوا اليوم رسالة صارمة من جزء صغير جداً من قدرات إيران بعد إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة من قبل الحرس الثوري.
إلى ذلك ألمح ترامب إلى رد قريب على إسقاط إيران طائرة التجسس الأميركية، لكنه امتنع عن إجابة واضحة ما إذا كانت واشنطن ستوجه ضربة عسكرية إلى إيران.
وقال ترامب في حديث للصحفيين، ردا على سؤال ما إذا كانت واشنطن ستوجه ضربة إلى إيران: ستعرفون قريبا.
ووصف الرئيس الأميركي إسقاط الطائرة بـ «تطور جديد»، وكرر ما كتبه في حسابه على «تويتر» في وقت سابق، قائلا إن «إيران ارتكبت خطأ كبيرا» على حد زعمه، مشيرا إلى أنه أنه لو تم إسقاط طائرة على متنها طيار لكان الأمر مختلفا تماما.
وفي موسكو أعربت روسيا عن قلقها من احتمال اندلاع حرب جديدة في الخليج، وأسفت لغياب أي مؤشرات على تخلي واشنطن عن نهج المواجهة مع طهران، واستمرارها في لعبة استعراض العضلات في المنطقة.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف تعليقا على إرسال منظومة صواريخ باتريوت أمريكية وطائرات استطلاع مسيرة إلى الشرق الأوسط قائلا: لا يبقى سوى أن نأسف لعدم وجود علامات على التخلي عن نهج المواجهة، الولايات المتحدة تستعرض عضلاتها، وتبدي عزمها الضغط على إيران، الدولة التي التزمت في السنوات الأخيرة بتنفيذ التزاماتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، ولا تزال من الناحية الفنية ضمن هذا الاتفاق.
وأضاف:»نأمل ألا يؤدي إرسال قوات ومعدات إضافية إلى منطقة الخليج لإشعال شرارة تؤدي إلى نشوب الحرب.
وكالات – الثورة
التاريخ: الجمعة 21-6-2019
رقم العدد : 17006