انتكاسة جديدة وصفعة مذلة تلقاها رئيس النظام التركي رجب أردوغان وحزبه (العدالة والتنمية) في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول التي جرت أمس, والتي فرضها أردوغان وحزبه بعد رفضهما الاعتراف بهزيمتهما أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو الذي فاز في الانتخابات قبل نحو ثلاثة أشهر، وسط انتقادات دولية واسعة لهذه السابقة السياسية الخطيرة, واتهامات من المعارضة بتآكل سيادة القانون في البلاد.
فقد فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو بانتخابات اسطنبول أمس ليهزم بذلك مرة أخرى بن علي يلدريم مرشح النظام التركي الذي أقر بهزيمته.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن أوغلو متقدم في إعادة انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول بواقع 6ر53 بالمئة مقابل 4ر45 بالمئة لـ يلدريم بعد فرز نحو 95 بالمئة من الأصوات.
ووفقا لوكالة الأناضول التابعة للنظام التركي أقر يلدريم بفوز أوغلو بمنصب رئيس بلدية اسطنبول وهنأه خلال مؤتمر صحفي على تصدر النتائج بعد فرز معظم الأصوات.
وأجريت عملية فرز الأصوات في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول الكبرى التي جرت أمس وأدلى 10 ملايين و560 ألفا و963 ناخباً بأصواتهم في 39 مقاطعة تابعة لمدينة اسطنبول.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات في تركيا رضخت لمطالب أردوغان الساعي إلى إحكام قبضته وحزبه العدالة والتنمية على البلاد وقررت إعادة إجراء الانتخابات البلدية في اسطنبول بعد أن فاز إمام أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول في الانتخابات التي جرت في آذار الماضي بفارق 13 ألف صوت عن مرشح حزب العدالة والتنمية بن على يلدريم بينما وصفت المعارضة القرار بأنه انقلاب على الديمقراطية.
ويشير مراقبون إلى أن الخسارة الثانية لحزب العدالة والتنمية في انتخابات اسطنبول قد تثير المزيد من جنون أردوغان الساعي إلى تفرد حكم حزبه على المدن التركية.
زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، أكبر أحزاب المعارضة كمال كليتشدارر أوغلو أعرب في هذا السياق عن سعادته بفوز مرشح حزبه في انتخابات الإعادة، وفق نتائج شبه نهائية. وكتب كليتشدار أوغلو في تغريدة على تويتر، معلقا على نتائج الانتخابات: كل شيء سيصبح جميلا جدا، في إشارة منه إلى شعار الحزب في الحملة الانتخابية.
وقال: كنا قلنا إن كل شيء سيصبح جميلا جدا، وها قد صار كل شيء جميلا جدا.
وكان إمام أوغلو, مرشح حزب الشعب الجمهوري والفائز برئاسة بلدية اسطنبول في الانتخابات التي تم إعادتها تحدى أردوغان أول أمس في مقر إقامته في منطقة أوسكودار خلال تظاهرة انتخابية نظمها في المنطقة, ودعا الناخبين للتوجه إلى صناديق الاقتراع بكثافة والتصويت من أجل الديمقراطية, ووضع حد نهائي لنظام النهب والسرقات والظلم.
وبشر أوغلو أهالي اسطنبول بانتصار كبير في الانتخابات وقال: هذا لن يكون انتصارنا جميعا من أجل اسطنبول بل سيكون انتصار الشعب التركي بأكمله من أجل الديمقراطية الحقيقية وإنهاء حكم العدالة والتنمية الذي يحكم البلاد منذ 17 عاما بالفساد والسرقات والمحسوبيات التي دمرت جميع مؤسسات الدولة.
إلى ذلك أكدت الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطية التركي بارفين بولدان أهمية انتخابات اسطنبول التي جرت أمس, موضحة أن انتصار المعارضة فيها على مرشح النظام التركي يعني انتصار الديمقراطية في تركيا .
من جانبها أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن حملات القمع المتواصلة التي يشنها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان للقضاء على خصومه والمعارضين لسياساته أصابت النظام القضائي بحالة من الشلل الكامل وسط انتشار المحسوبيات والفساد.
وقالت الصحيفة: وضع القضاء في تركيا الآن يمر بأزمة حقيقية تجعل حياة الملايين من المواطنين مقيدة بإجراءات قانونية مضنية، مشيرة إلى أن الأتراك فقدوا الثقة بنظام بلدهم القضائي على نحو غير مسبوق.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الاثنين 24-6-2019
الرقم: 17007