نصف الحقيقة..!!

 

 بينما كان الطفل يلهو ببعض أشيائه، وإذ به يُفاجِئ والده بسؤال غير متوقع: بابا هل صحيح أنهم سيهدمون بيتنا بعد ثلاث سنوات؟؟ كان الخوف بادياً في عيونه والقلق مرتسم على قسماته البريئة وهو الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره..
الطفل كان قد سمع من بعض أقرانه ما تناقلته بعض الروايات عن الدراسات والمخططات التي تعتزم محافظة دمشق إجراءها بهدف تأهيل بعض مناطق المخالفات والسكن العشوائي، ولعله فهم من أحاديث الكبار أن الهدم سيطول المنطقة التي يسكن بها مع أهله وانتقلت إليه المخاوف والهواجس التي راودت الكبار وشغلتهم..
مثل هذه المخاوف التي انتقلت إلى الصغير والكبير معاً، ودفعت باتجاه خلق حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار والقلق من القادم المجهول الملامح والمعالم، ولدتها تصريحات نقلت نصف الحقيقة وأبقت النصف الآخر لتقديرات جمهور المتلقين، الأمر الذي أنتج طيفاً واسعاً من الاجتهادات والتحليلات والقراءات، وبعض الشائعات.. قبل أن يتم إعادة توضيح القصد من وراء تلك التصريحات..
ما نود الإشارة إليه هنا هو ضرورة أن تراعي مختلف التصريحات الرسمية الدقة والوضوح قبل أن يتم الإعلان من خلالها عن أي عزم أو خطط أو برامج عمل تعتزم هذه الجهة أو تلك القيام بها أو إنجازها، وقبل ذلك أن يكون هناك قرار مدروس بعناية يحترم المواطن ويكون متخذ بناء على معطيات الواقع وعلى رؤية استراتيجية بشأن ما سيتم إنجازه على مستوى المؤسسة المعنية وبما ينسجم مع مصالح المواطنين، ويحقق الأهداف التنموية العامة، وليس ما يرتئيه البعض من حين لآخر.
وهنا لا نقول بأنه يجب ربط الأقوال بالأفعال فحسب، بل ندعو إلى ضرورة أن نشهد أفعالاً تنسجم مع احتياجات المواطنين الأساسية في العيش الكريم، بحيث تسبق الأفعال كل الأقوال وتتخطاها، وبما يولد شعوراً لدى المواطنين بأن أصحاب القرار قريبون منهم ويعملون من أجلهم في توفير متطلبات الحياة الكريمة في الصحة والتعليم والسكن والخدمات ومختلف المجالات..
فإن كان هذا الطفل قد قرأ اليوم مخاوف الكبار المتولدة من تصريح لجهة عامة، فهل سيكون قادراً غداً على أن يثق بالكثير مما تتحدث عنه الجهات العامة..؟؟

محمود ديبو
التاريخ: الأحد 30-6-2019
الرقم: 17012

آخر الأخبار
الشيباني عن زيارته للدوحة: بحثنا توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون زيارة الشرع المرتقبة إلى موسكو.. وإعادة رسم طبيعة الشراكة الجوز واللوز والفستق الحلبي.. كسر حاجز الكماليات وعودة للأسواق مركز الأحوال الشخصية بجرمانا.. خدمات متكاملة خطة لإعادة تأهيله.. تقييم أضرار مبنى السرايا التاريخي تدمير القطاع الصحي.. سلاحٌ إسرائيليُّ آخر لقتل الفلسطينيين تطوير وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي في ريف القنيطرة في الشهر الوردي.. ثمانون عيادة في اللاذقية للفحص والتوعية محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل حول خطة ترامب أسعار الكوسا والبطاطا في درعا تتراجع.. والبندورة مستقرة  "السورية لحقوق الإنسان" تستقبل وفداً من "الآلية الدولية المحايدة والمستقلة"  التعليم المهني في حلب.. ركيزة لربط التعليم بالإنتاج منشآت صناعية وحرفية بحلب تفتقر للكهرباء.. فهل من مجيب..؟ سيارة جديدة للنظافة.. هل ستنهي مشهد القمامة في شوارع صحنايا؟! كيف نتعامل مع الفساد عبر فهم أسبابه؟ الشهر الوردي.. خطوة صغيرة تصنع فرقاً كبيراً فوضى البسطات في الحرم الجامعي.. اغتيال لصورة العلم وحرمة المكان  غموض وقلق يحيطان بالمؤقتين .. مامصيرهم بعد قرار عدم تجديد العقود؟ الغلاء في زمن الوفرة.. حين لا يصل الفلاح إلى المستهلك حملة الوفاء لكفروما أم الشهداء.. إعادة تأهيل المدارس في مرحلتها الأولى