ومن منا لا يعشق بلاغة القول..
لا يعشق حروفه, وعطر ورود, وهمس كلماته الآتية من بهاء التجلي..
وطيب القول الوقتي المرتبط بفعلٍ ما, المرتبط بجمالٍ يقبّل وجه البلاغة, ويسموبحروفها فوق أقوال الشيء الجميل وصانعه.. أومبتكره, مبتكر اللفظة العميقة, وجماليات لغوية تحيطُ بها.. وترتكز عليها, وتستجمع مفهومها الأعمق من حيث هي.. ومن حيث ُ بهاء قولها المُناطُ بها.. بهاء الشيء الزاخر معرفة, الزاخر علماً إبداعي التصوف اللغوي أوالبلاغي..
إبداعي الشيء الذي يجب الانتباه إليه.. والتأكيد على إغناء كل لفظة, وكل قول معرفي الفكرة وجوهرها الأسمى.. جوهرها الأوفر علماً وثقافة بمفهوم الفن ّ البلاغي, وأين نحن منه الآن ؟
أين نحن من سُبل تواجده.. ومُقضيات أمره؟
أين نحن من نهره الجاري, وشامخات أوزان, أوزان الشيء البليغ, ودانيات قطوفه, دانيات الشيء الأكثر جمالاً في فن اللغة وما يحيط بها،أوالأكثر تجاذب إلى وحدة الفكرة, وانصهار كل مقوماتها في بوتقة البلاغة التامة..
«البلاغة ومفهومها الأقرب ربّما إلى الشيء الإعجازي الممتثل في تقريب اللفظ ومعانيه, وتشكيل بعض جمالياته وفق تراتبية الشيء البلاغي الأجمل..
وفق تراتبية كل شيءٍ جميل ينضح بما فيه.. أوكلّ وعاء بلاغي مفردات, سحري التواجد بين سحائب القول والفعل وبين حالات التوكيد الجمالي..
التوكيد الذي يبحث في سر وأسرار اللغة, أسرار المد البلاغي وبحره الذي يسترحب في معانيه.. يسترحب في شرح معادلاته اللغوية الجادة.. وعند هذه القضية لا بد أن نقف مجدداً: ونسألُ عن حال اللغة..
وحال البلاغة وخصوصاً أن كلّ منهما مرتبط بالآخر..
أويشكل مرآة تعكس وتختصر جماليات ما سبق الحديث عنه
أوعن فحواه ومحتواه الثابت والمبدئي..
فكلنا يعرف أن البلاغة علماً وبحراً لا يوصف ولا يحدُّ..
كُلّنا يسعى إلى أن يقطف من شهدها الكلامي, ومدلولها الفعلي الناشئ..
مدلول الشيء بالشيء إذ يُقتضى وصفه البلاغي, وصفه الإيحائي في مبتدأ الكلام وحاله اللغوي الثري بمعنى أوبآخر..
حاله الإبداعي الجوهري الصفات, والذي يفرض بالدرجة الأولى أن ننجح في صنع تفاضل مبدئي بين البلاغة بمعناها اللفظي وبين المراد البلاغي الذي نقصد منه الكثير والكثير..
«هذا المراد أوالهدف البلاغي « الذي نبتغي إيجاده وبالتالي إيجاد عدة العوامل المحيطة به..
إيجاد سره المُتعلق بأسرار اللغة كافة, بأسرار التجمّل اللفظي والكلامي ولكن بشكل مدروس بعمق جاد..
كل هذا يجعلنا نلتمس جماليات اللغة والقول البليغ..
نلتمس فنون آدابها, نلتمس نور فصاحتها, وفضاء يستقطب كل بيناتها, وكل نحويات تميزها الحاصل..
تميزها المرهون بتميز كلامي يجوهر نفسه حول حقيقة الفعل البلاغي, وكل ما يدور في دائرته البلاغية..
حول حقيقة الاسم البلاغي وقوله الهادف, قوله الذي يتحد مع مؤثرات..
منال محمد يوسف
التاريخ: الثلاثاء 2-7-2019
رقم العدد : 17014