الإجــــازة الصــــــيفية ..عـــطلة أم نــــماء؟!

أبناؤنا ضمانة المستقبل والذين هم مسؤوليتنا فنحن ملزمون بالحفاظ عليهم وعلى سلامتهم وضمان رعايتهم ،سواء أكنا أفرادا أم مؤسسات ، من هنا كان الاهتمام بسلامتهم على اختلاف المستويات سواء النفسية أم الجسدية أو الاجتماعية وهذا الأمر الضروري والهام جعل المهتمين بسلامة ورعاية الأطفال يدعون إلى مراعاة القوانين والأنظمة الخاصة بحقوق الطفل والعمل على رفع الوعي بأساليب التعامل السليم مع قضاياهم والعمل على تفادي التهديدات التي تضر بسلامتهم وتفعيل آليات لضمان حقوقهم وتوفير أعلى مستويات الحماية والخدمات التي تقدم لهم ،وهنا لابد من التذكير أن سورية كانت ومازالت في طليعة الدول التي تهتم بذلك رغم الأزمة التي عانتها وتتطلع إلى رفع الحيف الذي لحق بهم أثناء تلك الحرب التي شنت عليها والأمثلة كثيرة ،

اليوم ونحن نتجول في شوارعنا ومدننا نجد الأطفال إما على قارعة الطريق وأمام إشارات المرور أو أمام الأفران يبيعون الخبز أو حتى في أعمال مختلفة يمارسونها, نتساءل كيف سيقضي أبناؤنا عطلتهم الصيفية بعد عام دراسي عانى منه الكثيرون سواء الطلبة أم ذووهم فهل سنجعلها نعمة أم نقمة ،أمام كل ذلك تنتشر في فترة الصيف طروحات كثيرة منها ما هو تربوي بحت أو تربوي ترفيهي.. وهناك ما هو تجاري أو ترفيهي بحت ، أو مهني ،وكل اتجاه يجذب البعض ولا يستهوي آخر فيقف بعض الأهالي في حيرة من أمرهم ما الذي سيختارونه وما الأمر الذي سيحقق الفائدة المرجوة ،
فهاهو أبو سليم النجار يرسل أبناءه لتعلم مهنة أثناء العطلة لأنه يعتقد أن المهنة عامل مهم لبناء شخصية الأبناء كما وتجعلهم يتحملون أعباء العمل مستقبلا ،بجانب حصولهم على مبلغ مالي يعينهم على قضاء احتياجاتهم المستقبلية المفيدة ،كما ويعلمهم تحمل المسؤولية ،مما ستنعكس كل تلك الأمور بالإيجاب على حياتهم المستقبلية ،
بينما مدام عبير سليمان فترى أنها وأبناءها كانوا ينتظرون بفارغ الصبر هذه الفرصة للاستراحة من عام دراسي مضن ،لذلك فهي ترسلهم إلى ناد يعنى بتعليم مهارات الحياة وفن التعامل وكسب الصداقات والسباحة والكمبيوتر ولا ترى في تعلم اللغات ضيرا بل فائدة لمن وجد فيها ضعفا أو رغب في تعلمها
. أبو وضاح بائع خبز : يرى بأنه قد جلب أولاده لبيع الخبز أمام أحد الأفران لمساعدته في مصروف البيت وهذا العمل سيكون تحت إشرافه ورعايته كما يدعي ،وعند سماعي لولده بالتلفظ بكلمات لا تتناسب مع براءته أجاب بأنها أيام وتنقضي وسيعود إلى مدرسته …..
الأستاذ عمار الخطيب ومن أمام أحد المدارس استوقفته لرأيه في ذلك كونه مربيا لأعوام خلت فقال :هذه اجازة وليست عطلة كما يقولون،فالعطلة تعني ضياع الوقت هباء تذهب بلا فائدة مرجوة ،يعاني منها الطفل أو الشاب من وقت الفراغ والذي يشكل مشكلة له ولوالديه وقد يتطور الأمر إلى المحيط، والفراغ يعني بما يعنيه تحرر الإنسان من كل التزاماته في العمل والدراسة والواجبات وهنا الطامة الكبرى ،وأنا انصح الأهل أن يعدوا العدة قبل انتهاء العام الدراسي لقضاء أبنائهم هذه الإجازة بالأشياء المفيدة، فمن قصر في تعلمه فعليه تعويض هذا النقص ، إضافة إلى ممارسة أي هواية أو لعبة رياضية أو ممارسة مهنة تتناسب ووقت وطبيعة الطفل أو الشاب وبما لا يتعارض مع إمكانياته المختلفة لأن هذه الفرصة من ناحية تربوية «هي لاستخراج ما بداخل أطفالنا من قدرات تؤدي لتنمية نشاطهم الذهني والجسمي والحركي واستدراك ومعالجة النواقص والثغرات إن حدثت استعدادا لعام دراسي قادم « وهناك أمر هام قد يغفله البعض وهو الابتعاد عما يسمى بنادي التعبير الذي يدرب ويشجع على التعبير والطلاقة اللغوية والحرفية والفنية التي يجهلها الكثير من الطلاب في بعض مدارسنا ،ذلك النادي يجب تعميمه على الرغم من وجوده عند البعض من المؤسسات ، فهو ينمي قدراتهم على تكوين العلاقة بين الأشياء مثل المهارات اللغوية والأنشطة الحركية والجسدية كما الأناشيد الوطنية والهادفة إضافة إلى ممارسات مفيدة من الألعاب المتعددة ،
من كل ما ذكر فإن وقت الفراغ هو نعمة، ونقمة ،/نعمة لمن استطاع استغلاله في تنمية الذات والنفس والجسد/ .ونقمة/ على من أضاع وقته بلا فائدة ترجى /فنماء أبنائنا بأيدينا كل حسب الطريقة التي يراها مناسبة لأبنائه أو من يرعاهم ، والطرق كثيرة لمن يبحث عن سعادة وخيرأبنائه،
يحيى موسى الشهابي

 

التاريخ: الثلاثاء 2-7-2019
رقم العدد : 17014

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص