أهل الشهيد البطل الملازم أول أنس يوسف الخوري… الأرض التي رويت بدماء الشهداء لن تعرف القحط أبداً

 

 

الأرض التي رويت بدماء الشهداء لن تعرف القحط أبداً سنابلها مخضرة وأنهارها دائمة الجريان وأزهارها متفتحة وينابيعها متدفقة،لايليق الموت بالأبطال فكم نحتاجهم يحرسون الأرض والعرض إن جار الزمن ، قد يجيء الموت برصاص الغدر والحاقدين ، غير أننا مثلما الأشجار إن متنا سنبقى واقفين، هم الذين عرفوا طريق المجد وما رضوا بغيره طريقا، هم الذين رددوا بصدق أفئدتهم ، قبل أن ترددها ألسنتهم (وطن, شرف, إخلاص)، شهداء الوطن الأبرار، ومن شموخ وعنفوان ونظرات اسر الشهداء الواثقة بحتمية النصر حقيقة لايمكن تجاهلها بان وطنا فيه أمثالهم لاخوف عليه مهما اشتدت المحن وعظمت المؤامرات وهو منتصر على أعدائه وهكذا هي أسرة الشهيد البطل الملازم أول شرف انس يوسف الخوري ، حيث ان والدته المؤمنة الصابرة عند تدشين صرح الشهيد في قرية عنز بمناسبة عيد الشهداء كانت تطلق الزغاريد كلما صدحت حناجر المشاركين وتغنت بمعاني الشهادة والشهداء وانتصارات الوطن وقائده، فالشهيد انس لبى نداء الوطن كما يلبي المطر نداء الأرض العطشى مؤديا واجبه الوطني بكل أمانة وإخلاص فروى بدمه الطاهر وأعلى مع رفاقه الشهداء رايات المجد في وطن المجد.
والد الشهيد السيد يوسف الخوري قال: لم استغرب ابني البطل انس لأنني ربيته على الغيرية والإخلاص لقيم العروبة ، وشجاعته وبسالته وإقدامه المستمد من ارث الآباء والأجداد أهله لينال هذا الشرف العظيم شرف الشهادة قيمة القيم وذمة الذمم وهي بالنسبة لنا عز وفخار وكل الصفات الحميدة والمزايا الحميدة اجتمعت فيه، الرحمة له لجميع شهداء الوطن المنتصر على أعدائه بفضل تضحياتهم.
والدة الشهيد السيدة سكرية العوض قالت وبشموخ واعتزاز والألم يعتصر قلبها على فلذة كبدها، هذا الألم الممزوج بالفخر أنا أم الشهيد البطل انس الذي كان مقداما شجاعا لا يهاب الموت ويسعى دائما لان يكون مشاركا في أي مهمة للتصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة ولم يرض في يوم من الأيام أن يترك رفاقه في السلاح وحدهم في ساحة المواجهة، وكان يعتبر الوطن كالأم لا يفرط به ولا يساوم عليه وقد ربيته على الشهامة والصدق والأمانة وحب الوطن فكان مثالا للأخلاق الحميدة والرجولة بارا بوالديه محبا لأشقائه وكل من حوله، افتخر واعتز باستشهاده، وأضافت: رسالتي للذين باعوا ضمائرهم وخانوا وطنهم ان دماء الشهداء أزهرت وانتصرت على جرائمكم وكسرت إرادتكم وإرادة من يقف خلفكم من قوى الشر والبغي والعدوان الاستعماري ، وترحمت على روح الشهيد وجميع شهداء الوطن الأبرار.
شقيقتا الشهيد انتصار وريم الخوري قالتا: لقد كان الشهيد انس أخا حنونا وسندا لنا لا يعرف الحقد أبدا محبا لكل من حوله ، وترك فراغا كبيرا في حياتنا فراغا ستملؤه أخلاقه الرفيعة وسيرته العطره ، وكان وردة تفوح بعطرها ليملأ المكان بأكمله واستشهاده مبعث فخر واعتزاز لنا ووسام نعلقه على صدورنا. رحمه الله وجميع شهداء الوطن وجعل مثواهم الجنة.
العقيد المتقاعد ميلاد أبو زيدان والذي كان في صفوف جيشنا الباسل وأصيب أثناء مواجهته للمجموعات الإرهابية المسلحة وهو زوج شقيقة الشهيد انتصار الخوري، نعتز بجيشنا الباسل مصدر عزنا وفخارنا، الجيش العقائدي الباسل الذي لم يترك معركة من معارك الشرف والكرامة إلا وخاضها واستطاع على الدوام أن ينتزع النصر من عيون أعداء الوطن ، هذا الجيش الذي يقف الى جانب الشعب الأبي ويحميه من كل معتد ويشكل الدرع الحصين للوطن ، والشهيد البطل الملازم أول انس الخوري كان مسافرا الى روسيا ولكن عينيه كانتا على الدوام ترنو إلى الوطن وعندما سمع صوت الوطن يناديه عاد إلى وطنه ليلتحق في الخدمة الاحتياطية فهو فارس من فرسان هذا الوطن حمل روحه على كفه فلم يترك معركة من معارك الشرف إلا وخاضها بكل بسالة واقتدار حيث شارك في معارك الزبداني والقابون ومشفى حرستا وأصيب خلال تلك المعارك وإصابته لم تمنعه من مواصلة مجابهة الإرهاب والإرهابيين وأكمل مسيرته النضالية إلى أن أصابته رصاصات الغدر والخيانة في معركة خشام بدير الزور حيث ارتقى الى العلا مسطرا أروع ملاحم البطولة ملتحقا بأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر شهداء الوطن الأبرار. رحمه الله وجميع شهداء الوطن ودماء الشهداء لم تذهب هدرا بل أزهرت نصرا مؤزرا على أعداء الوطن.
والشهيد البطل انس يوسف الخوري من مواليد دمشق 1980 ، عازب ، نال شرف الشهادة بتاريخ 21/ 10 /2017, أثناء تأديته لواجبه الوطني في التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة في محافظة دير الزور رقي الشهيد إلى رتبة ملازم أول ومنح وسام الإخلاص من الدرجة االثالثة تقديراً لتضحياته في سبيل عزة الوطن وأمنه واستقراره, وسُجل اسمه في سجل الخالدين.
رفيق الكفيري

 

التاريخ: الثلاثاء 2-7-2019
رقم العدد : 17014

 

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار