لا يختلف الحضور الإسرائيلي على أحداث الميدان عن سابقاته، ليس لجهة أهدافه وغاياته التي باتت معروفة ومكشوفة، بل لجهة نهاياته ومآلاته أيضاً، حيث الفشل كان عنوانه الأبرز الذي يتوجب على الكيان الصهيوني قراءته وفهم ما بين سطوره.
فالعدوان الإسرائيلي الجديد لا ينفصل عن المحاولات المحمومة والمتواصلة لمنظومة الإرهاب بشكل عام، لاسيما الولايات المتحدة والنظام التركي والكيان الصهيوني، من أجل تغيير المعادلات والقواعد المرتسمة على الأرض أو على الأقل الحفاظ على الواقع كما هو، ريثما يتسنى لتلك الأطراف العبث بحوامل وعناوين المشهد، وبالتوازي انتزاع ما يمكن انتزاعه من مكاسب وأثمان سياسية خلال المرحلة التي تسبق الجلوس على طاولة الحل السياسي.
في التوقيت، يبدو العدوان محاولة إسرائيلية للدفع بغيوم التصعيد مجدداً إلى سماء المنطقة في ظل برودة الخطاب الأميركي حيال التصعيد مع إيران، ناهيك عن أن هذه العربدة الإسرائيلية لا تخلو من محاولات دعم المجاميع الإرهابية، وبالتالي إنقاذ التركي والأميركي من مستنقع الطموحات والأوهام المتورمة لدى الطرفين.
العدوان الإسرائيلي لا يعكس الإفلاس المريع لأطراف الإرهاب، بقدر ما يعكس وصول تلك الأطراف إلى حائط مسدود ليس على المستوى الميداني فحسب بل على المستوى السياسي أيضاً، ومن هنا يأتي العدوان كمحاولة لفك طوق الفشل والعجز من خلال الهروب إلى الأمام والدفع بالأمور إلى حافة الهاوية.
المفارقة أنه بعد كل عدوان إسرائيلي تتدحرج تطورات الميدان نحو الأسوأ بالنسبة للتنظيمات الإرهابية وللدول والأنظمة التابعة لها، وهذا يؤكد عدم جدوى الحضور الإسرائيلي نتيجة فقدان منظومة الإرهاب ككل وفي مقدمتها واشنطن وإسرائيل، ليس السيطرة على مجريات الميدان فحسب، بل فقدانها السيطرة و القدرة على التحكم بتحديد لحظات التصعيد وتوقيتها وطبيعتها، وهنا الرسالة الأهم التي يتوجب على تلك الأطراف فهمها وقراءتها جيداً.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 2-7-2019
رقم العدد : 17014