«المسؤول، المواطن، الإعلام» هذه المعادلة المهمة التي تسعى وسائلنا الإعلامية إلى تسليط الضوء على أهم الركائز والدعائم التي تبني جسرا حقيقيا بينها للوصول إلى بر الأمان، وخلق بيئة صحية للانطلاق في بناء مجتمع قوي متماسك تتوفر فيه سبل الحياة الكريمة التي تليق بالمواطن الذي عانى ماعاناه في ظل تلك الحرب الظالمة على بلادنا، وآثر التجذر في الوطن وقدم الغالي والنفيس من أجل أن تبقى رايته عالية خفاقة.
ولأن الإعلام بات اليوم شريكاً مهماً في عملية البناء والتطوير، سواء على صعيد الفكر أم العمران، لابد إذاً من أن يكون فاعلا في نقل صوت المواطن وإيصاله إلى الجهة المعنية لتقديم الخدمات المطلوبة وتحقيق العدالة الاجتماعية في مجتمع متماسك قوي يتمتع بمقومات التطوير والبناء للنهوض من جديد.
والأمر يتطلب بلا شك جهودا كبيرة في متابعة قضايا المواطن وهمومه واحتياجاته، إلى جانب خلق ثقة بين الإعلام والمواطن، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا عندما يشعر المواطن بأن شؤونه واحتياجاته هي ضمن دائرة اهتمام المعنيين، ويلحظ النتائج على أرض الواقع، فلم تعد الوعود تقنعه، ولم تعد الحلول الجزئية هدفه، لأن مطالبه عادلة وحقوقه يجب أن تصان في وطنه، فلا مهادنة ولا رهان على مصلحة الناس واحتياجاتهم اليومية.
ولأن الكلمة مسؤولية، لابد أن نرتقي بأدواتنا الإعلامية، فالمنافسة كبيرة والفضاءات مفتوحة أبوابها على مصراعيها، ونحن بأمس الحاجة لخلق تلك الثقة بين المواطن وإعلامه ليكون صوته وضميره، ومنبره النابض بالحياة، ونحن ندرك تماما وقد خبرنا ذلك كيف كان الإعلام حاضرا وبقوة في تلك الحرب الآثمة، وأثبت قدرته على مواكبة الحدث بشفافية وصدق وتحدى المخاطر، ليكون رديفا حقيقيا للجيش العربي السوري.
ولا يمكن تجاهل دور المكاتب الصحفية في الوزارات وضرورة تفعيل دورها كونها تشكل الوسيط الأول بين المواطن والمسؤول، كما نتوجه في الآن نفسه إلى المواطن بأن يكون عونا للإعلام في إشارته للخطأ أينما وجد، فالجميع معني بنهضة البلاد وتطورها، فهل نكون جميعا عين زرقاء اليمامة الأمينة على الوطن والمواطن؟!
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 2-7-2019
رقم العدد : 17014