هي معركة الحق مع الباطل، معركة الخير مع الشر، معركة الحياة مع الموت الذي حملوه إلينا مع وحوش إرهابهم التي دفعوا بها إلينا من كافة أصقاع الأرض.
كنا نعلم جيدا أن المعركة مع وحوش الإرهاب لم تنته ولن تنتهي طالما هناك شعب حر كريم وعزيز، شعب لا يخنع ولا يخضع ولا ينحني أمام الطغيان والجبروت مهما بغى واستشرس، بل على العكس من ذلك فإنه على مواجهته وسحقه أقسم وقرر مهما بذل من غال ونفيس، فإن الموت بكرامة أهون من الحياة بذل وخنوع.
هي معادلة لا يفهمها إلاّ الأحرار إلا أولئك الذين تعودوا العيش بكرامة وحرية وعز وشموخ، معادلة يصعب، بل يستحيل على الذين تعودوا الانحناء والانبطاح تحت نعال الغزاة والمستعمرين والمحتلين فهمها، لأنهم لم يعرفوا يوما طعم الحرية ولم يذوقوا حلاوة الكرامة والآباء ولم يستشعروا لحظة واحدة ما معنى أن يستريحوا على وسادة الوطن الذي لا يحضن إلا الاوفياء والمخلصين، أما الخونة والعملاء فمصيرهم كان دائما كغيرهم في مزابل التاريخ ومهالك النسيان.
مع كل عدوان إسرائيلي جديد يثبت السوريون مجدداً أنهم الأقوى والأكثر قدرة على مواجهة الإرهاب الصهيوني الذي هو بطبيعة الحال امتداد وجزء لا يتجزأ من إرهاب التنظيمات الإرهابية التي هي أذرع وأدوات الكيان الصهيوني لضرب الإرادة السورية.
كان الإصرار واضحاً في وجوه السوريين، خاصة جرحى العدوان وذوي الشهداء الإصرار على إكمال المعركة مع الإرهاب حتى دحره وسحقه بالكامل من أرض الوطن.. الإصرار على أن يبقى هذا الشعب البطل الذي صمد وقدم الشهداء طيلة سنوات الحرب الماضية، أن يبقى السند والظهر المتين لبواسل جيشنا المغوار الذين يخوضون أشرس المعارك مع وحوش الإرهاب في آخر جيوبهم في الشمال السوري.
لن نمل من تكرارها وسوف نبقى نقولها دائما لهم، وسوف نبقى دائما نجسدها بأجسادنا وأرواحنا على الأرض بأن إرهابهم وعدوانهم لن يثنينا عن مواصلة المعركة مع الإرهاب ولن تلين عزائمنا وتفتر هممنا عن التصدي لهم ومواجهة محاولاتهم البائسة للنيل من صمودنا وصبرنا وعزيمتنا وإرادتنا في الحياة بكرامة وشموخ.
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018