تعمد الدول الغربية المنخرطة في الحرب على سورية إلى ربط الحل السياسي بتشكيل اللجنة الدستورية التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بداية 2018، وتجاهل كافة القضايا الملحة التي تم التوافق عليها في الحوار وعلى رأسها محاربة الإرهاب التكفيري الذي تتعرض له البلاد منذ ثماني سنوات.
تلك الدول وانطلاقاً من هيمنتها على منظمة الأمم المتحدة، تحاول أيضاً فرض منطقها وأجندتها على المنظمة الدولية وعلى مبعوثها إلى سورية غير بيدرسون الذي يطوف عواصم العالم منذ توليه مهامه في كانون الثاني الماضي بحثاً عن مفتاح الحل، وهي بذلك تمارس التعطيل والعرقلة لأية جهود يمكن أن تقود إلى حل حقيقي.
لقد أكدت سورية مراراً انفتاحها على التعاون مع الأمم المتحدة وأن مفتاح الحل يبدأ بمكافحة الإرهاب أولاً وثانياً لأنه السبب في كل المشاكل التي يعاني منها السوريون، وأن مفتاح الحل يبدأ بتوقف الدول المنخرطة بدعم الإرهاب في سورية وعلى رأسها الولايات المتحدة عن ممارساتها ضد سورية وسحب قواتها المحتلة منها ورفع الحصار المفروض عليها.
لا شك أن زيارة بيدرسون إلى دمشق اليوم تشكل مناسبة لسماع صوت السوريين ووجهة نظرهم حيال مستقبل بلدهم، فهم وحدهم أصحاب الحق في تقرير مستقبلهم، خصوصاً انهم هم الذين يعانون من الإرهاب الجاثم على صدورهم في محافظة إدلب.
والمطلوب من المنظمة الدولية اليوم أن تلعب دور الميسر للحوار السوري السوري وأن تبتعد عن الإملاءات والهيمنة التي تحاول القوى الاستعمارية فرضها عليها، وان تسمي الأشياء بمسمياتها كي يسجل التاريخ أن المنظمة قامت بدورها وساهمت في تقديم حل قابل للتطبيق.
ليس مطلوباً من الأمم المتحدة أن تتبنى وجهة النظر السورية كاملة لكن من واجبها ان تنصت لصوت السوريين.. عندها فقط تنجح في مهمتها وتؤدي رسالتها التي وجدت من أجلها.
عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 10-7-2019
رقم العدد : 17020