كثرت في الآونة الأخيرة شكاوى الفلاحين من الأدوية الزراعية والشك بعدم فعاليتها… حتى باتت هذه المبيدات من المنغصات الكبرى التي تزيد من هموم ومشكلات الفلاح…!! أضف إلى ذلك غلاء أسعارها بشكل خيالي… الأمر الذي حدا بالفلاح إلى البحث عن المبيدات الأرخص… وغالباً ما تكون مهربة وغير خاضعة للرقابة…!!
المشكلة هنا أن هذه الأدوية المهربة أو مجهولة المصدر لا تقتصر مشكلتها وأخطارها على عدم الفعالية بالنسبة للمزروعات فقط… بل تتعداها إلى خطر أكبر يمس البيئة والطبيعة….!!
ندرك جيداً أن الأزمة في سورية أدت إلى استغلال ضعاف النفوس من التجار والمستوردين والمهربين مع توقف بعض المعامل المهمة عن العمل والإنتاج….
إذاً نحن هنا أمام حالة خطورتها مزدوجة على الفلاح والبيئة وكذلك الخطر الذي يتركه هذا المبيد على المنتج وما يسببه من أمراض خطيرة للمواطن أثناء تناولها…
من المعروف أن خط الدفاع الأول عن الآفة التي تصيب المزروعات يكمن في أدائها وكيفية التعامل معها… نقصد هنا التفكير بفعلية المكافحة المتكاملة (الحيوية) من بداية الزراعة حتى الحصول على المنتج بطريقة آمنة وسليمة… وأن رش المبيدات هو آخر ما يحتاجه الفلاح… علماً أنه لدينا برامج مهمة للمكافحة الحيوية…
من هنا يتوجب على وزارة الزراعة عبر أجهزتها الوقائية والإرشادية تفعيل هذه البرامج عبر حملة منظمة أساسها الوعي للمخاطر التي تسببها المبيدات الزراعية والعمل على نشر ثقافة المكافحة الحيوية… وهذا بالطبع لن يكون إلاّ عبر تشاركية منظمة ما بين الفلاح واتحاد الفلاحين ووزارة الزراعة…
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 10-7-2019
رقم العدد : 17020