«كانت الترجمة في أوجها في عصر هارون الرشيد الذي كان له علاقات مميزة مع الملك شارلمان الفرنسي، وقد أثير حول ترجمة الشعر بالخصوص إشكالية، حيث يقول البعض: إن الشعر لايترجم فهو أحاسيس ومشاعر, بينما يقول أخرون أنه لابد من ترجمته فنستطيع نقل الكلمات من لغة للغة ونحافظ على مدلولها ومعانيها، ولكن هذا الأمر يتعلق بإمكانية المترجم وإتقانه للغتين التي يترجم منها وإليها..» بهذه الكلمات بدأ الإعلامي الأديب عيسى اسماعيل الأمسية الشعرية في رابطة الخريجين الجامعين التي تناولت ترجمة للشعر من اللغة الروسية والفرنسية والإنكليزية للعربية.
فكانت البداية مع الأديب الدكتور نزار بدور حيث تحدث عن الترجمة بأنها تلاقح ثقافات وبأنه سيعرف الجمهور على الأشعار باللغة الروسية للعربية وتحدث بأن الشعر موسيقا باللغة الأجنبية, أكثر من الاهتمام بتقنيات الترجمة وبتفاصيل الترجمة الأجنبية فتناول خلال الأمسية شعرا للشاعر الكبير رسول حمزاتوف وتحدث عن حياته قائلاً: «هو شاعر داغستاني ولد في قرية تسادا تقع في أحضان جبال القوقاز 1923، كان معلماً بسيطاً ثم التحق بجامعة موسكو معهد الآداب غوركي، كان والده شاعراً من شعراء داغستان وكان ينظم الشعر باللغة العربية….»
فقرأ «بدور» بعض المقاطع الشعرية للشاعر «حمزاتوف» باللغة الروسية منها: «اليوم وقبل المساء أرى طيور اللقلق وكأنها تطير في الضباب إنهم يطيرون بنظامهم الخاص وينسقون صفوفهم كالبشر بالساحات…».
أما الشاعرة عفاف خليل فتناولت ثلاثة شعراء الأول الشاعر الانكليزي جورج جوردن بايرون اتسم بالرومانسية الذي لقب باللورد بايرون وله كتابات نثرية هما مذكرات حرب ونبضات عاشقة فقرأ قصيدته باللغة الإنكليزية ثم قرأت ترجمتها للعربية وهي: «تمشي بدلال» يتكلم عن فتاة تمشي بدلال فيشبهها بليلة صيفية مرصعة بالنجوم حتى السماء تغار من سحر بهائها..»
وقرأت قصيدة أخرى للشاعر وردث وورث هي «أزهار النرجس» يحكي فيها عن أزهار النرجس الموجودة في منطقة رائعة الجمال..
والقصيدة الأخيرة للشاعر زوكوبيا بعنوان «حاول كل شيء» وتتحدث عن النجاح الذي يأتي بعد الكثير من الفشل والمحاولات العديدة…
وختم الأمسية الأديب الدكتور قصي الأتاسي بنص للشاعر الفرنسي شارل بودلير الذي تميزت حياته بالإشكالية فقرأ من ديوانه «أزهار الشر» الذي يتساءل: هل يكون للشر أزهار؟ وقصيدة «هيا اثملوا» حيث يجرب القصيدة النثرية لا وزن ولا قافية: هيا اثملوا ما علينا إلا أن نكون دائماً سكارى… وتناول قصيدة للشاعر جاك برل بعنوان «لا تهجريني».
وقرأ ثلاث قصائد لثلاثة شعراء الأولى لأحمد شوقي «دمشق» و «يا جارة الوادي» التي غناها محمد عبد الوهاب، وقصيدة للشاعر بدوي الجبل بعنوان «اللهب القدسي» من الشعر الصوفي, واخيراً للشاعر جوزيف حرب بعنوان «مملكة الخبز والورد».
سلوى الديب
التاريخ: الخميس 11-7-2019
رقم العدد : 17021