من أجلهم يبتسم الصباح..ويضحك لحضورهم المساء..وما بين النورين تشرع الذاكرة في تدوين لحظات كانت من القدرة التقاطها من فم لهيب النار.. كالرماح تسري وهم يسددون سهامهم الثقيلة والخفيفة بين أودية وهضاب، سهول وجبال..يصونون ضحكة طفل هنا ويرحمون شيبة مسن هناك.. أبطالنا، بواسلنا منهم وإليهم تسلم الأمانات..وتكبر بالنفوس الأمنيات..محفوظون في القلب..وفي القلب أرفع رتبة ومرتبة ،وأدفأ حضور، لمكان..من عيونهم نرى وجه الحق..ويعلو الحق في كل مكان.. فالدم الطهور يفيض حيث تزرع أرواحهم ورودا ورياحين في مساكب الأرض التي ماملت الاشتياق رغم مرور السنين الصعاب..
عرس الوطن دائم الاحتفال كواكب من نور وقرابين من رحمن ..عيون الأمهات تودع ذكريات فلذات الأكباد..وزوجات يرسمن صور الآباء على الثغور والتخوم ورؤوس الجبال..دموع تحبسها المقل وأنات تسري في حنايا الضلوع وشرايين الفؤاد.. مجامر البخور لاتهدأ وروائح الطيب تعبر حيث قوافل الشهداء .جثامين الشهداء قطع مزروعة كحبات القمح خيرا وأمانا وعافية في كل شبر وركن وزاوية من جغرافيا التراب.. لاعزاء في حب الوطن، تقول الأمهات ، بل تهنئة ودعاء ومزيد من الصبر والانتصار..لاضيافة للقهوة المرة ،لأن الجميع بانتظار الفجر بعد الغياب..ابني لم يمت..ابنها لم يمت ..أبناؤنا في جولة حق ومسير حج في كل اتجاهات قبلة الوطن.. يقين يتجذر في ثقافة الحياة عند السوريين الشرفاء أصحاب الرسالة في قاموس الحب الحياة..هنيئا لمن طاب مقامهم، وعلا شأنهم ..وأصبحوا حديث العصر في كل قصة ورواية ولسان. قديسو هذا الزمان أبناء قواتنا المسلحة ،أبطال الجيش العربي السوري،شهداء وجرحى وأحياء ، يامن خضتم ومازلتم تخوضون معركة الكرامة والانسانية نيابة عن وجه البشرية ، لكم في سفر التاريخ ومجد الحاضر وكبرياء المستقبل وسام شرف بمرتبة أوطان.
غصون سليمان
التاريخ: الأربعاء 17-7-2019
رقم العدد : 17026