أدى التنوع المناخي والتضاريسي في سورية إلى تنوع الغطاء النباتي فيها، إذ تحفل الطبيعة بالمئات من النباتات الطبية والعطرية، منها ما يتم زراعته، ومنها بري ينمو تلقائياً في مناطق مختلفة من محافظات القطر، وبالرغم من توثيق ألف نوعٍ منها، إلا أن الكثير منها لا يزال خارج دائرة الاهتمام، إضافة لكون استثمارها في الصناعة الدوائية لايزال محدودا. وهي كالكنز الدفين كما صنّفها ووصفها البعض.
قطاع النباتات الطبية من القطاعات الواعدة، وهي ذات قيمة اقتصادية كبيرة حيث يزداد الطلب عليها محلياً وعالمياً، وخاصة مع ازدياد التوجه العالمي الحديث للتحول إلى كل ما هو طبيعي ما أدى إلى ازدياد الطلب والإقبال على هذه النباتات نظرا لأهميتها من الناحية الاقتصادية ناهيك عن أهميتها الطبية والعلاجية للكثير من الأمراض كاللاشمانيا والأكزيما والقلاع. وغيرها، وهذا التعدد والتنوع في الاستخدامات ساهم فى خلق سوق كبيرة للنباتات الطبية والعطرية، التي يتجاوز حجم تجارة تداولاتها فى الأسواق العالمية نحو 60 مليار دولار سنويا.
من أهم التحديات التى تعوق عمل هذا القطاع النباتي كمورد مهم من موارد الدخل عدم امتلاكنا لخطة متكاملة لإدارة النباتات الطبية والعطرية، إضافة إلى قلة الدعاية والإعلان وضعف الخبرة بالترويج للمنتجات من تلك المحاصيل، وخاصة فيما يتعلق بإقامة المعارض الزراعية، والقصور في المعلومات عن التجارة الخارجية للمحاصيل وأهم الأسواق المستوردة لها، ومواعيد زيادة الطلب عالمياً عليها، ومواصفات الجودة القياسية وأذواق المستهلكين.
لقد صنّفت الوردة الشامية بأنها من أجود الورود عالميا حيث يزيد سعر كيلو غرام من مستخلص هذه الوردة عن مثيله من الذهب، ويصنع منه أغلى أنواع العطور في العالم، وبالطبع لا يقتصر الأمر عليها، ففي بلدنا آلاف النباتات الأخرى المتبقية لها ميزة تنافسية عالمية نتيجة طبيعة الأرض، وهي من أهم النباتات الطبية في العالم لذلك لابد من توعية المزارعين بأهميتها وتشجيعهم لاعتمادها كزراعات بديلة أو قائمة إلى جانب الزراعات الأخرى وإظهارها كمنتج سوري وتحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام المحلي وللتصدير أيضاً، ما يؤمّن عائدات من القطع الأجنبي، وفرص عمل للعديد من العائلات السورية وبالتالي تحسين الدخل وتشجيع المستثمرين لإنشاء صناعات مستقبلية تقوم على هذه المواد ولابد من الحفاظ على هذه الثروة المهمة من الضياع.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 17-7-2019
رقم العدد : 17026