هل العنف ثقافة أم سلوك, كيف يحتل المكانة التي تجعله الشغل الشاغل للعالم, هل يأتي, ويلد معنا؟ اسئلة كثيرة يجب أن تطرح في هذا العصر الذي يسمه العنف الموجه والمنظم والثقافة العنفية التي تركت ما اهو أصيل وتوجهت إلى الدم والقتل والموت, وربما يقول أحد ما: العنف هو الثابت الوحيد في هذا الكون فتاريخ البشرية ليس إلا سلسلة من العنف, وما نراه نحن عنفا يراه الآخر عدلا أو بطولة، وعلى هذا ثمة التباس في المفهوم, غموض يلفه وحسب الرؤيا والايديولوجيا التي ينطلق منها ممارسه أو مسوغه, وإلى اين يصل وماذا يراد منه, اسئلة كبرى لابد من طرحها بقوة وثقة, لاسيما أننا كما اسلفنا في عصر العنف بكل شيء, عنف الفكرة والثقافة واللغة والحياة والتاريخ, وكأننا في دائرة العنف التي ترسم ملامح نراه اليوم أمامنا..
ومن ثم أليس علينا ان نبحث في الجذور التي تأتي بلا شك من الأسرة من فكرها وثقافتها؟؟
نحن في هذا المسمى العالم الثالث أبعد ما نكون عن الدراسات الاجتماعية والثقافية التي تبحث في الجذور وتحلل, تركنا كل شيء للآخر ليحلل ما نحن عليه, وبالتالي يرسم خطواتنا هو, وبالتأكيد لن يقودنا إلى حيث يجب أن يكون الأمر, لابد لنا من دراسات بهذا المجال, وحتى نصل إلى هذه المرحلة المهمة وتكون الدراسات منطقية وحقيقية, لابد من الاطلاع على ما يجري في العالم, وما يقدمه الباحثون في هذا المجال, دار الحوار المعنية بالترجمة ونقل كل ما هو جديد في الدراسات الانسانية, اصدرت كتابا مهما للغاية في هذا المجال جاء تحت عنوان:سيكولوجية العنف بين الافراد مؤلفه (كليف آر.هولين – 1952) البروفسور الفخري لعلم النفس الإجرامي في جامعة (ليستر) بالمملكة المتحدة، يبحث في كتابه (سيكولوجية العنف بين الأفراد) عن أنواع العنف وأسبابه، ليعالج موضوعاته في ستة فصول هي:
– العنف الشخصي.
– العنف اليومي.
– العنف المنزلي.
– العنف الإجرامي.
– العنف الجنسي.
– ما الخطوة التالية؟.
يحاول من خلالها المؤلف رسم تغطية شاملة لمختلف أعمال العنف التي تحدث بين الأفراد في المجتمع المعاصر, فيبحث في الاستخدام المثير للجدل للعقاب البدني، ويستكشف الطرق التي يمكن لعلم النفس أن يضيفها إلى فهمنا للعنف بين الأفراد، فيقدم توجيهات للبحوث المستقبلية التي يمكن أن تساعد في منع أو تقليل حوادث العنف بين الأشخاص، من الاعتداء المنزلي والسلوك المهدد إلى المطاردة والبلطجة والتنمر: (…لقد عزّزت المادة الموجودة في الفصل الثاني إدراكي بأن بعض أشكال العنف باتت منتشرة لدرجة نسلّم بوجودها كجزء من حياتنا اليومية, كان هناك أيضاً مفاجأة في كتابة هذا الفصل. أثناء قراءة المواد، بما فيها نصوص عن «علم الجريمة الأخضر – الجرائم المتعلّقة بالبيئة» من أجل قسم في الفصل الثاني يتعلّق بالقسوة مع الحيوانات، فكّرت بعمق بمشاعري الخاصة حول تظاهرة العنف الخاصة هذه. لقد دعمت جمعيات الرفق بالحيوان لأكثر من أربعين سنة؛ وذلك لأن الحيوانات بالنسبة إلي، وبعيداً عن شبهها بالأطفال اليافعين، تمثّل الشكل الأكثر بدائية للضحية؛ فهي لا تفهم ما يجري، وغالباً ما تكون عاجزة، وغير قادرة على الاستجابة بشكل فعّال ضدّنا نحن البشر لشدّة ما نتفوّق عليها من الناحية الشخصية والتكنولوجية؛ إنه صراع غير عادل فعلاً, وسوف أناقش، بما أننا مجهّزون لتحمّل القسوة على الحيوانات، أننا قادرون أيضاً على تحمّل الأذى الذي تسببه أشكال العنف المنخفضة المستوى الأخرى كالتنمّر والعقوبة الجسدية).
كما أشرنا الكتاب مهم جدا في هذه المرحلة, ولاسيما انه يبدأ من حيث يجب ان تكون البدايات, يحلل العنف ويعري جذوره وأسبابه.ويبحث في عوالم وكواليس الاعلام ولاسيما الانترنت وإلى اين يقودنا في هذا الكون المفتوح.
دائرة الثقافة
التاريخ: الجمعة 19-7-2019
الرقم: 17028