عندما تجتمع الفنون مع العراقة، ويجتمع الإبداع مع حب الوطن، يتجسد الشكل الأجمل للانتماء متجليا عبر مسارات مدهشه، تنتزع الإعجاب بتكويناتها الفريدة التي تضمنت جماليات الشكل والمضمون، روح سامية تعبر عن ذاتها، منطلقة عبر الآفاق بألوان وألوان..
من هنا شكل العرض المسرحي (درب الغزلان) على صالة مسرح دار الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون لوحة فنية نادرة، ببنيتها الفنية والدرامية وجميع تفاصيلها، حضر فيها الغناء مع الرقص مع الموسيقا ضمن قالب فني خاص، انتمى بكل تفاصيله إلى الفلكلور الشعبي والموروث، الذي جسد دوما أحد مكونات الهوية الثقافية، التي امتدت عميقا إلى منمنمات وتفاصيل حضارة عريقة، مستمرة في نفس الوقت إلى نوعية فنية متميزة بكل ما تعنيه الكلمة، وقد امتلكت كينونة مدهشه في كل جانب، كما امتلكت بصمتها الفريدة، واستمرت في نفس السياق..
إنه العرض المسرحي (درب الغزلان) تأليف شهلا العجيلي عن رواية سجاد عجمي وإخراج: إسماعيل العجيلي، والذي جسد في تفاصيله ومجمل مجرياته وأدواته نموذجا للعراقة والأصالة, التي تتمسك بها فرقة الرقة للفنون الشعبية، وقد تضمنت توليفة العرض العديد من الأغاني المتميزة التراثية، التي حملت التميز في أكثر من سياق لحنا وغناء ورقصا, حيث انطلقت مجريات العرض معتمدة على قصة حب جمعت بين شاب وفتاة، مارا على الكثير من حالات الحب والوجد وحالات وجدانية، ارتبطت بالانتماء وحب الأرض، وقد مر العرض على حالات واقعية كثيرة عاشها الناس في مدينة الرقة أثناء الحرب الإرهابية عليها.
تضمن العرض العديد من الأغاني الوطنية التي تمسكت بحب الوطن، كما هو صور العديد من الحالات الاجتماعية والإنسانية..
مشاهد حوارية عديدة ولوحات راقصة, استقت إيماءاتها كما غناءها وكلماتها من التراث, ومجموعة أغان أعيد توزيعها وتحديثها, منها (ياأرض الرقة), (الموليا), (يا يما قولي), (يا ميت هلا), وغيرها من الأغاني، جميعها حملت حب الوطن والإنسان وقيمه الجميلة.
آنا عزيز الخضر
التاريخ: الاثنين 22-7-2019
الرقم: 17029