تثير بريطانيا في وجه إيران.. أن الناقلة النفطية الايرانية كانت تنقل نفطاً لسورية..
بغض النطر عن دقة الرواية.. لعله عذر أقبح من كذب..!!
لنفترض أنها كذلك.. ناقلة تنقل النفط إلى سورية في عرض البحر.. إيرانية أو غير ايرانية.. ما الدوافع والمبررات لدولة كبريطانيا أن تلجأ تجاهها إلى اسلوب هو قرصنة تماما وليس كالقرصنة..!! وصدف أن تكون ايرانية..
هناك محاولة حصار اوروبي استعماري غربي على سورية.. لكن.. هو مقاطعة.. ومنع للتعامل مع سورية.. وليس أن تحرك الدول الاوروبية قواتها في عرض البحار فتوقف وتعتقل كل من – أو ما – يقصد سورية.. حتى أن عدداً من الدول والمؤسسات الاوروبية تقيم علاقات تجارية واقتصادية علنية مع سورية..
فما بالهم يقرصنون سفينة نفط بهذه الحجة.. وكيف صادف أن تكون ايرانية..!
أنا لا أدافع عن حق سورية في أن تمر أي ناقلة أو سفينة أو باخرة تمخر عباب البحار وممراتها إليها.. هذا جزء من حقوقها التي يحاولون اغتصابها.. إنما أقرأ في الحادثة من زاوية أخرى توضح حجم الهزال الذي أصاب بريطانيا التي كانت… ومضت غير مأسوف على شبابها..
إنها تقوم بدور هزيل ترسمه وتتركه لها الولايات المتحدة..!!
هكذا تركت لها ذل الصدام غير المباشر مع ايران..
العالم كله يعرف أن بريطانيا قامت بسلوكها الساذج في قرصنة الناقلة بأمر من الولايات المتحدة.. فإذا كانت شهادة المرحى التي منحها جون بولتون لها لا تكفي للدلالة.. فقد صرحت أوروبا (اسبانيا) بذلك تصريحاً واضحاً علنياً.. لوحظ أيضاً في هذا الاطار الوجوم الاوروبي تجاه السلوك البريطاني!!
تمضي بريطانيا في ارتداء الثوب القذر ألذي ألبسها اياه ترامب ومن معه.. وهو يمضي اجازته السياحية.. مكتفياً بتويتره وبياناته.. فهل يعلم هو أنه إن كان أبعد ذل الهزيمة عنه.. قد قرب فعل النصر من ايران عندما كلف بريطانيا بكل ما تعانيه بالمواجهة..!
من غير المتوقع أن تتغير سياسة بريطانيا مع تغير حكومتها الراهنة..بل إن بوريس جونسون الذي يشد العزيمة لعبور البوابة رقم 10.. أكثر تقلباً وانقياداً لما تريده الولايات المتحدة..
إنه لمن المؤسف أن تكون الحكومة التي تمثل الشعب البريطاني بكل عظمته من أكثر حكومات العالم انصياعاً للولايات المتحدة.. حنى أنها تنافس في ذلك حكومات ومشيخات الخليج!!!
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 24-7-2019
رقم العدد : 17032