عرضت الصين أمس في وثيقة طموحاتها لبناء جيش حديث ومتطور تقنيا وأكدت في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تقوض الاستقرار العالمي، فيما تشتد المنافسة بين بكين وواشنطن حول عدد كبير من الجبهات.
ويعطي نشر هذا الكتاب الأبيض للدفاع الصيني لمحة نادرة عن توجهات جيش التحرير الشعبي الأكبر في العالم بعديده البالغ مليوني جندي، وعن أهداف بكين.
وأوضحت الوثيقة أن التنافس الاستراتيجي العالمي يزداد، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة عدلت استراتيجياتها الأمنية والدفاعية واتخذت تدابير أحادية الجانب.
وأكدت أن واشنطن أثارت التنافس بين الدول الكبرى وكثفته، وزادت كثيرا من نفقاتها الدفاعية، وطالبت بقدرات إضافية في المجالات النووية والفضائية والدفاع الإلكتروني والدفاع المضاد للصواريخ وقوضت الاستقرار الاستراتيجي العالمي.
وكشف الكتاب الأبيض الصيني أن النزاعات تتطور نحو حرب ذكية، مشيرا إلى الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي أو المعلومات أو المعلوماتية السحابية أيضا.
وتمتلك الصين ثاني أكبر ميزانية عسكرية في العالم ، وإن كانت تبعد أشواطا عن ميزانية الولايات المتحدة، وهي تشدد على الطبيعة السلمية لجيشها الذي يعد قوة لا تتزعزع من أجل السلام في العالم.
ويبدي الكتاب مزيدا من الحزم حيال مسألة تايوان، التي تعد الولايات المتحدة ابرز داعميها.
وذكرت الصين في تقريرها أنها لن تتخلى عن استخدام القوة في خطتها الرامية لإعادة الوحدة مع تايوان، كما حذرت من جهود الاستقلال في منطقتي التبت وشينجيانج.
وجاء في التقرير أن إعادة الوحدة بشكل كامل لتايوان مع الصين يخدم المصالح الأساسية للصين وضروري لتحقيق التجديد الوطني، وأضاف: يجب أن تجمع الصين شملها وستفعل ذلك .. نحن لا نعد بالتخلي عن استخدام القوة ، ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع التدابير اللازمة.
وكانت الصين طالبت مطلع الشهر الجاري الولايات المتحدة بأن تلغي فورا صفقة أسلحة محتملة لتايوان بقيمة 2,2 مليار دولار تشمل خصوصا دبابات أبرامز وصواريخ ستينغر ما يفاقم التوتر في العلاقات بين البلدين.
وقدمت الصين شكاوى رسمية من خلال القنوات الدبلوماسية وعبرت عن الاستياء الشديد والمعارضة الحازمة للقرار، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ خلال مؤتمر صحافي.
ويأتي نشر هذا الكتاب الأبيض في وقت تشهد العلاقات بين بكين وواشنطن توترا، ويخوض البلدان حربا تجارية منذ 2018 وهما على خلاف حول بحر الصين الجنوبي.
وتدعم الصين مطالبها الواسعة بالسيادة من خلال نشر أسلحة على جزر صغيرة تسيطر عليها، وترى الولايات المتحدة أن هذه الأعمال تهدد الأمن في المنطقة.
واعتبر لايل موريس المحلل في مؤسسة راند في الولايات المتحدة، أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة تدفع بكين إلى مضاعفة جهودها لتطوير ابتكاراتها التكنولوجية الخاصة التي يمكن أن تفيد جيش التحرير الشعبي.
وفي سياق ذو صلة حذرت الصين الولايات المتحدة من التدخل في شؤون هونغ كونغ معربة عن رفضها القاطع للتصريحات الأميركية والبريطانية حول الوضع فيها.
ونقلت شينخوا عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ قولها في مؤتمر صحفى أمس: هونغ كونغ جزء من الصين ولن نسمح بأي تدخل أجنبي فى شؤونها ولا لأي قوى خارجية بالعبث فيها.
واضافت: ان ما حدث مؤخرا في هونغ كونغ لا علاقة له بحرية التعبير على الإطلاق وإنما أعمال عنف تنتهك القانون، مشيرة إلى أن الحكومة الصينية تدعم حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة في محاسبة منفذي أعمال العنف غير القانونية وذلك بهدف الحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 25-7-2019
رقم العدد : 17033