تصنيع الإرهاب وصفقات التسليح.. شريان الاقتصاد الأميركي.. ترامب يطيح بقرارات الكونغرس لإبقاء خزائن المشيخات تصب في جيبه
لطالما شكل الادمان الاميركي على الفوضى والحروب وزجها ضمن حدود الدول ذات السيادة اساس السياسة الاميركية حول العالم.. ومن خلال التجارب الطويلة يظهر بأن السمسرة، هي واحدة من أهم الصفات القذرة التي تمتاز بها الادارات الاميركية على تعاقب اداراتها حتى باتت العنوان الاول لواشنطن في زمن رئيسها الحالي دونالد ترامب.. ذلك التاجر المقامر الذي أخذ على عاتقه الصعود الى قمة أوهامه على سلم الدماء.
فقرارات أميركا بما هو مؤكد للقاصي والداني قرارات تصب في خانة الاطماع والمصالح الاستعمارية الاميركية ..وإذا ما كانت الاموال السعودية والنفط الخليجي حاضرة بقوة في كل مرة يحتاج بها ترامب لتحصيل مكسب ما، فإن بلوغ النتيجة المرجوة يغدو أسهل بكثير.
ومن هنا فالعنوان الابرز لكل المراحل السابقة واللاحقة ولا سيما في زمن الخريف العربي المشؤوم هو « دعم الارهاب « بحيث عملت بكل قواها لدعم آفة الارهاب الوهابي الخليجي والاخواني التركي وبشكل خاص في سورية ظناً منها انها قادرة على تحقيق اوهامها الاستعمارية ، وسهلت لتلك الاغراض كل عمليات البيع والشراء والتصدير الممنهج للأسلحة بهدف اتمام المهمة ودعم الخزينة الاميركية.
الامثلة على ذلك كثيرة جداً .. وفي جديده ما أعلنه البيت الأبيض عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدم حق النقض «الفيتو» ضد ثلاثة قرارات للكونغرس تهدف لمنع مبيعات الأسلحة للمملكة آل سعود والامارات، وفقا لما أوردته وكالة أنباء بلومبرغ صباح أمس.
وزعم ترامب في رسالة إلى مشرعين أميركيين نشرها البيت الابيض أن هذا القرار سيضعف القدرة التنافسية العالمية لأميركا ويضر بالعلاقات المهمة مع حلفائنا وشركائنا.
وهذه هي المرة الثالثة التي يستخدم فيها ترامب الفيتو منذ بداية رئاسته، ففي نيسان الماضي استخدم الرئيس الأمريكي الفيتو ضد قرار دعمه الجمهوريون والديموقراطيون في الكونغرس بغرفتيه يفضي إلى سحب الدعم الأمريكي للحرب العدوانية التي تقودها السعودية على اليمن.
المتابع لتصرفات ترامب ولاسيما في خضم علاقاته مع حكام النفط الخليجي، يجد بأنه لا يفقه سوى لغة المال والسمسرة..عبر سعيه المتكرر لنصب فخاخ صيده وانتظار الوقت المناسب للانقضاض على فريستة الخليجية.
اذاً الجواب حاضر بحسب ترامب، فيجب على البقرة الحلوب أن تدر المزيد من نفطها وأموالها نحو بيت المال الاميركي وعليها أن تدفع مقابل الامان الذي تشعر به في ظل الحماية الاميركية لتلك المشيخات والدول المترهلة.. وبالتالي مجرد إعلان ذلك الرفض سيجعل من اتباعه الوهابيين يلهثون وراء الحصول على الميزات الاميركية وبالتالي عقد صفقات الاسلحة الضخمة التي تنعش الاقتصاد الاميركي وبالتالي تساعد على مد الارهاب والدول الارهابية بكافة انواع الاسلحة التي بدورها تنشر افكار الارهاب حول العالم .
وما يحصل في الوقت الراهن عبر صفقات التجارة في منطقة الشرق الاوسط، سواء كانت تجارة دموية تقوم على القتل وسفك الدماء، أم تجارة اقتصادية تقوم على بيع الاسلحة لدول النفط ، كلها تصب في الخندق ذاته، وبالتالي هذا ما يبحث عنه ترامب الذي يهوى عقد الصفقات التي تدر عليه مليارات الدولارات، وبالتالي تبقى الاجندات الاميركية على ذات المنوال، وفي العلن والخفاء يبقى القرار واحد والتصويب واحد والهدف ذاته.
رصد وتحليل- الثورة:
التاريخ: الجمعة 26-7-2019
الرقم: 17034