رجل رومانسي بامتياز لديه ثلاثة أبناء ما اعتاد يوماً على شظف العيش راتبه بالكاد يكفيه.. كبر الأولاد وازدادت متطلباتهم فتغير من حال إلى حال.. لا صيفه صيف ولا شتاؤه شتاء.. حالته هزت الزوجة من الأعماق داعبته قائلة: لا ألومك الآن ليس زمن الرومانسية إنه زمن التقشف والقساوة في هذا الزمن الموحل والغلاء الفاحش.
ابنتنا البكر بكلوريا والثانية تاسع.. وكل واحدة منهن تحتاج لدروس خصوصية والتعاقد مع عدد من المدرسين.. مصروف الدروس الخصوصية أكبر من مصروف البيت.
كلماتها بمثابة ضربات (جاكوش) على رأسه.. مستقبل أولاده متوقف على دروس خصوصية لا هو قادر على الدفع للمدرسين الخصوصيين ولا بإمكانه تجاهل الأمر.
شعرت بحيرة زوجها وحاولت أن تخفف عنه لكن صراخاً علا من المطبخ (ماما البراد فاضي).. حبيبتي بعد درسك الخصوصي اصنع لكم شيئاً ما.. قاطعها الأب قائلاً لها (شفتي ما حدا بيفكر فيني صوتها بيوترني).
سأحاول بيع ما أملك وأسجل لها ما تحتاجه شرط ألا أسمع منها شيئاً.. حاولي معها قدر الإمكان أن تستفيد من شرح الأساتذة في المدرسة علّها تريحنا من أجرة ماده أو مادتين.. سخرت الزوجة من كلام زوجها قائلة له: معظم أهالي الطلاب يقولون الذي يريد مجموعاً عالياً يسجل أولاده بالدروس الخصوصية.. وأولاد العالم ليسوا أحسن من أولادي.. وأنت إذا بتحب تنجح بمعدل عالي ادفع من فم ساكت.
فعض الرجل شفته مستحضراً أيام دراسته التي ما سمع فيها بدروس خصوصية ولم يشعر بألم إلا بعد أن سال دمها.
علاء الدين محمد
التاريخ: الاثنين 29-7-2019
الرقم: 17036