قال لي صديقي أبو الريش: حدثني عن أهم طموحاتك عندما كنت صغيراً؟.
قلت له: (كنت أطمح أن أتصور مع كبار المسؤولين، وخاصة عريف الصف.. ومعاون رئيس مجلة الحائط المدرسية»..
صفن صفنة طويلة، ثم نظر إليّ وقال: والله (مانك سهل..)
ثم سألني: وما أهم طموحاتك الحالية؟
قلت له: أن أكون موجوداً بالمصادفة أثناء تدشين أي مشروع من قبل وزير أو محافظ، وأن تظهر صورتي بجانبه أثناء التقاط الصور..
سألني: وهل تحققت طموحاتك؟
فأومأتُ برأسي إلى الأعلى، وقد ارتسمت على وجهي علامات الحزن..
طبطب على كتفي بعطف وحنان، وسادت لحظة صمت ثقيلة تشبه لحظة استلام التلميذ الراسب لجلائه المدرسي..
وبعد (هنيهة) من الزمن صاح صديقي أبو الريش: وجدتها.. ما رأيك أن أصورك مع وزير السعادة؟!
نظرتُ إليه وقد خفق قلبي بشدة وارتعدتْ أوصالي واعترتني هزّةٌ (كما العصفور بلّلهُ القطْرُ).. فهدّأ من روعي وقال:
لا تخف.. ستنام عندي اليوم.. وسنستيقظ في السادسة صباحاً.. أنت تلبس وتتأنق وتنزل معي إلى أمام منزله.. فأنا أغسل له سيارته يومياً عند الساعة السابعة، وهو يركبها ويذهب إلى الوزارة في الساعة السابعة والنصف صباحاً..
في هذه الأثناء تتقدم وتحييه، وأنا أخبره بأنك تحبه جداً وترغب بالتقاط صورة معه..
لم أنم تلك الليلة، وفي الصباح لبستُ أجمل طقم ووضعت نصف كيلو (جيل على شَعري) وبالفعل أخذت صورة مع الوزير.. ومباشرة (طرشتُ) الفيس بها، مع عبارة:
(أنا وصديقي العزيز وزير السعادة).
قلت في نفسي: ما حدا أحسن من حدا.. مثلي مثل هالناس، صار نشر الصور مع المسؤولين عالفيس موضة.. خليهم يعرفوا إني واصل ومدعوم، وماني سهل..
هلال عون
التاريخ: الثلاثاء 30-7-2019
رقم العدد : 17037