أحبُّ الفضاء الأبيض..
الفضاء الأبيض يحبه جميع الناس، اتساع، راحة نفس وجلاء في البصر والبصيرة..
يزداد سحر الفضاء الأبيض إذا اتصل بالسماء الزرقاء وهي خالية من أية سحب سوداء. التحام البحر الهادئ يضفي مزيداً من الجمال والسحر، فإذا ما انتشرت الشمس في البياض بلطف- وهذا ما يتحقق في أواخر الصيف- ها قد ضمني البياض وأودع نشوة فيَّ.
صرت الآن ريشة تلتحق بالأثير.
حينما أعلنت الحبّ على «حمص» غادرتها وكان عليّ أن أحبها عن قرب!
أصبحت متجولاً في فلكها، أحملها مع محفظتي أينما حطّ بي الأثير.
وذات الأثير الذي أسافر فيه بلا هوادة!
أحُّبك حمص!
لست قريباً من البحر!.. لكني أحط كعصفور على شواطئه..
الفضاء الأبيض يحملني إلى طبقات متتالية من الأثير..
يحدث ذلك بسرعة في الصباح، وبلطف متسارع وقت الظهيرة أيام الشتاء.
يبقى الصباح أجمل في اللاذقية، فالفضاء الأبيض يختلف بريح طرية وزبد البحر، وإذا ما تأخر الوقت بي هناك، أشعر أن هذا الفضاء يمتزج بصمت يسكنني فأرتحل عن الشاطئ، وربما عن المدينة أيضاً!
في عاصمة السحر والجمال!
في دمشق!.. يلّوح لي عن الوصول وجه امرأة؟
-لا تأخذك الظنون بعيداً-
إنها زوجتي، أم ابنتيّْ وابني، يتصارع وجهها مع وجه الوطن يتصافحان حيناً أو يتشابكان حيناً آخر.. وقد يشتبكان معاً في محبة عجيبة!! في خشوع!
حين انتقل كعصفور بين حمص واللاذقية ودمشق، أقلّب دفاتر المدن في خاطري.. وأتلاشى في قصص قصيرة جداً، بين المحطات الثلاث!
عبد المعين زيتون
التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
الرقم: 17042