من جديد طلاب الثانوية العامة إلى الامتحانات بعد ان ظهرت النتائج عاد بعض طلاب الثانوية العامة إلى الكتب والدراسة من أجل الدورة التكميلية كي يعدلوا علامات بعض المواد نحو الأفضل.
اختلفت الآراء والنتيجة واحدة حيث يعتقد بعض الطلاب أن فشله بالامتحان السابق في بعض المواد يتوجب عليه إعادتها والبعض الآخر يوضح أنه لم يعط هذه المادة الأهمية التي تستحقها من الدراسة لذلك كانت نتيجته هكذا .
فادي وعباس واحمد يؤكدون انهم سيعيدون بعض المواد بالدورة التكميلية ولكل واحد منهم أسبابه حول ذلك وظرفه المختلف عن الآخر فمنهم من شعر بالأرق والتعب فاستسلم للنوم واخر استسهل دراسة هذه المادة وتلك فلم يركز جيدا والثالث أحمد كانت ظروف منزله هي السبب بعلامته المتدنية .
لكنهم جميعا و بعد انتهاء الامتحانات وظهور العلامات حاولوا بذل الجهود اللازمة في الدراسة كي يحققوا النتيجة التي يرغبون ، ومن هنا كان تفرغ كل منهم لدراسة مادة او اثنتين حسب الدرجة والعلامة التي أخفق فيها من أجل أن تكون علاماتهم فيها جيدة ويرفعوا معدلاتهم النهائية ويسجلون الفرع الذي يرغبونه .
لذلك نجد انه من الضروري أن يقوم الطالب بواجبه على أكمل وجه وحسب قدراته العلمية التي يمتلكها لكي يقدم الامتحان ويحقق النجاح والعلامات العالية المرجوة ليرسم مستقبله الذي يريد.
بعض الإخفاق ليس كارثة
الباحثة الاجتماعية نسرين اليوسف تقول :
النجاح ليس أمرا مستحيلا أو صعبا فالطالب الذي يخط لنفسه طموحا وأحلاما لابد أن يسعى كي يحققها باذلا جهده وقدراته , لكن ليس معنى هذا أنه في حال فشل أنه قضى على كل حياته وأحلامه وآماله ,ودون أن ننكر أن العديد من الأسر تتلقى خبر اخفاق ابنها في الدراسة على أنه كارثة كبيرة ومصيبة عظيمة فتخلق لدى الابن شعور الخوف والتردد وأحيانا العناد , مضيفة أن بعض الأسر تعمد إلى ضربه والبعض الاخر يسخر منه ويقزم من قدراته وامكاناته ويقارنوا بينه وبين أقرانه وأصدقائه جاعلين الفرق شاسعا وكبيرا بينهم من كثرة التوبيخ والتنكيل المعنوي بهم وبقدراتهم التي بذلوها والمفروض ان يواسوا ابنهم ويعلموه كيف يعود من جديد ويقف محاولا الدراسة أكثر من مرة ،
المهم ألا يستسلم للفشل لأنه سيضيع ويقضي على مستقبله .
وتبين الباحثة نسرين أنه عند استخدام الأهل للتوبيخ والتقزيم بإمكانات ابنهم فإن ذلك يسبب له مشاكل سلوكية ونفسية كالعدوانية والقلق والاكتئاب
دون أن ننكر أثرها السلبي على نموه المعرفي فيبتعد عن الدراسة ويصبح غير راغب بالمتابعة في الدراسة وطبعا هذا ليس للوقت الراهن إنما يمتد الأمر الى المستقبل
وتقول نسرين أنه يجب على الأهالي أن يعرفوا جيدا أن الفشل ليس نهاية العالم وألايحاسبوا ابنهم على هذا الأساس وأن السر الحقيقي يكمن في كيفية التعامل مع الفشل، والاستفادة من الاخفاقات من أجل التقدم إلى الأمام بعزم وإصرار أكثر من ذي قبل .وعلى الأسر الاهتمام بتنشئة أبنائها للمستقبل بكل ما يتاح لهم من امكانيات وقدرات ومنها أيضا النشاطات والهوايات الهادفة التي تفيد في مستقبل الابن .
وأخيرا على الأهل أن ينظروا لفشل أواخفاق ابنهم في الدراسة على أنه ليس سوى هزيمة مؤقتة وهذه الهزيمة قد تخلق له فرصا للنجاح فبعد الفشل يأتي النجاح، لأن إعادة التجربة أكثر من مرة تمكنه من الوقوف من جديد وبالنهاية على الأهالي في حال أخفق ابنهم في امر ما ان يدفعوه للمحاولة من جديد بمعنويات عالية وثقة بالنفس وبالتأكيد سينجح ويحقق مايريد.
ميساء العجي
التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
الرقم: 17042