يغوص أردوغان في وحل تصريحاته الاستعراضية التي تحاكي طموحاته وأوهامه الاستعمارية، ليبدو أكثر حماقة وخداعاً وتعرياً وتورماً من ذي قبل، بل وأكثر هروباً من التزاماته واتفاقاته، لاسيما تلك التي تعهد بها قبل يومين خلال انعقاد الجولة 13 من محادثات آستنة.
الواضح أن رئيس النظام التركي يحاول تقليد شريكه وحليفه في دعم وحماية الإرهاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث تبدو لعبة الابتزاز والضغط التي يمارسها أردوغان واضحة الأهداف والغايات، لكنها بالمحصلة تبدو فاقدة التأثير والفاعلية على الأرض لأن الأخير ببساطة لا يجرؤ على القيام بأي خطوة دون العودة إلى السيد الأميركي، وهذا الأمر محسوم بالنسبة للإدارة الاميركية، وكل ما يجري على الأرض هو محاولة مكشوفة لإخفاء الأدوار القذرة التي يقوم بها الطرفان خلف الكواليس.
الأمر الذي يصر أردوغان على تجاهله حتى اللحظة، يكمن في أن سياسة حافة الهاوية التي يمارسها حتى اللحظة، قد تهوي به إلى الأعماق، فالواقع المرتسم بقواعده ومعادلاته المتجذرة في عمق المشهد بات أقوى من كل محاولات الخداع والابتزاز والعبث بحوامل وعناوين المشهد، وهذا ما يتوجب على منظومة الحرب والإرهاب بقيادة الولايات المتحدة فهمه ومقاربته بشكل مسؤول وموضوعي.
قد يكون آستنة 13 آخر الرسائل الموجهة إلى معسكر الإرهاب، فلم يعد من المقبول والممكن بقاء الوضع في مناطق ومدن الشمال كما هو، خصوصاً وأن قرار الدولة السورية كان ولا يزال واضحاً وحاسماً في هذا الشأن، حيث معركة القضاء على الإرهاب سوف تستمر حتى دحره وسحقه بالكامل، ولعل ما قاله المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف على هامش اجتماعات الجولة الـ(13) من محادثات آستنة يندرج في هذا السياق، حيث أكد لافرنتييف أنه لا يمكن السماح بعد الآن بأن يكون للإرهابيين منطقة (هدوء) في سورية ليتمكنوا من احتجاز مئات الأشخاص كرهائن ويواصلوا استهداف الجيش السوري و الاعتداء على المدنيين.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
رقم العدد : 17042