يقال إن (الصفر) اختراع عربي، إذ يشهد التاريخ لعلماء الرياضيات العرب أنهم اخترعوا وقاموا بتطويره وتصديره لباقي الأمم الأخرى كي ينظموا حساباتهم ــ وهنا يرجى التشديد على مصطلحات اختراع وتطوير وتصدير ــ فلولاهم لما استطاع الغرب اختراع الحاسوب (الكمبيوتر) الذي لا يستطيع العمل من دون صفر، كونه يقوم بتحويل اللغة المكتوبة إلى لغة برمجية قوامها صفر واحد.. أي أن الواحد بمفرده لا يستطيع التصفيق والدبكة..!
ولأننا أصحاب هذا الاختراع فمن حقنا أن نسخره لخدمتنا ــ يرجى التركيز على مصطلحات حق وتسخير وخدمة ــ حيث تطرّف بعض (التنابل) باستخدام هذا الحق لدرجة أنهم سخروا الحواسب الالكترونية في بعض المؤسسات الحكومية لخدمتهم، بحيث باتت محصلة وجودها يساوي الصفر في اعتبارات المصلحة العامة ــ مجرد ديكور تزييني فوق طاولة مكتب فخم ــ أو أداة للترفيه، وهناك من استخدمه في ألعاب الفيديو والبلاي ستيشن، وثمة من طوره وسخره لخدمة الروابط الاجتماعية.. صلة رحم فيسبوكية..!
فنان محبوب برع باستخدام (الصفر) في برنامج رمضاني، وكان لديه العديد من المعجزات، إذ استطاع تمكين الكثير من أصحاب (صفر) معلومات و (صفر) ثقافة من الفوز بمليون أو عشرة ملايين ليرة أي ستة أو سبعة أصفار من على يمين الواحد.. الدنيا حظوظ..!
مؤسسة مياه اللاذقية تفوقت على الجميع باستخدام الصفر، واستطاعت أن تضرب الرقم القياسي بالتصفير، فبعد أن أطلقت العنان لمياه نبع السن العذبة الرقراقة كي تنساب بكل حرية باتجاه البحر لتحلية مياهه المالحة، قدمت (صفار كتار) من المياه ــ على شمال الواحد ــ للقرى العطشى في صيف سياحي لاهب، وهذا ما اضطر الأهالي لتقديم (صفار) رواتبهم (الكثيرة) ثمناً لمياه الصهاريج..؟!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
رقم العدد : 17042