لا نأتي بجديد عندما نقول انه في المجتمعات الحديثة صار القطاع المدني التطوعي يمثل منظومة متكاملة شاملة تمثل عاملاً مهماً في بناء المجتمعات الحديثة مع القطاع الحكومي والقطاع الخاص واعتمد الكثير من الدول المتقدمة والمنظمات الدولية توظيف المنظمات الطوعية في مشاريع التنمية. ومن هنا تبدو أهمية تشجيع العمل التطوعي وجعل الناس يدركون أن الأصل في تحركهم الاجتماعي وما يبذلونه من جهد ووقت في سبيل الخدمة العامة هو واجب وطني وتجسيد فعلي لمفهوم الانتماء والمواطنة وصولاً إلى الفهم المشترك بأن التطوع حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد التعاون وإبراز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية وإبراز أهمية التفاني في البذل والعطاء وأن العمل التطوعي ليس مرتبطاً بزمن محدد بقدر ما هو مرتبط بقيمة الخدمة نفسها وهي تحويل الطاقات الخاملة إلى طاقات منتجة وتهيئة المجتمع لمواجهة التحديات والتعامل معها وإعطاء الفرصة للمشاركة الطوعية لجميع أفراد المجتمع كل بحسب تخصصه وقدراته وإمكانياته في إطار المتطلبات الإنسانية وأن يصبح التطوع ضرورة تنموية لاستيعاب إبداعات الشباب وتوظيف طاقاتهم في خدمة مجتمعهم وأهمية وجود استراتيجية لدعم العمل التطوعي من أجل تحقيق كل ذلك. ولعل السؤال هنا: ما مسؤولية المؤسسات الحكومية والمنظمات والنقابات وأيضاً الأسرة في تأسيس ثقافة العمل التطوعي.؟ تستطيع هذه الجهات كلها ترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى الأجيال المتعاقبة إضافة إلى أهمية دور المؤسسات التعليمية في هذا السياق من خلال صياغة عقول الأجيال واهتماماتهم باتجاه العمل التطوعي ونشر ثقافته.
لعل التذكير اليوم بأهمية العمل التطوعي يكتسب قيمة مضافة في مرحلة الإعمار بعد الانتصار من خلال الاستفادة من القدرات والخبرات الموجودة ولا سيما لدى الشباب واستثمارها في مختلف أشكال البناء على ما تحقق من انتصارات لكن المهم هنا أن تتوافر الرؤية الواضحة لهذه المسألة من خلال التنسيق المشترك بين المؤسسات والمنظمات ذات الاهتمام بتفعيل دور الشباب في مختلف ميادين الحياة من خلال العمل التطوعي.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
رقم العدد : 17042