فتح خطوط النار

 

 

 

تحصل الحرائق في كل دول العالم ، المُتقدم منها والمُتخلف، الغني والفقير، ولكن الفرق بين الدول يتجسد في الإجراءات المتخذة لحماية الغابات والقوانين التي تحكم علاقة المجتمع المحلي المحيط بالغابات والجهات المسؤولة عن الغابات.
وضع القائمين على حماية الحراج والغابات بسورية يُشبه وضع من يقاتل الدبابة بالبارودة، فعناصر حماية الغابات بلا إمكانات وبلا تجهيزات وبلا حماية، كذلك لا قانونية ولا لوجستية، ولا يُمكن لأي شخص تحميل عناصر حماية الغابات مسؤولية الحرائق التي طالت مساحات كبيرة من حراجنا، فعندما لا توجد آليات لتنظيف خطوط النار، ولا توجد تجهيزات كافية لمراكز الإطفاء فلن تستطيع الكوادر البشرية فعل شيء.
غابات مصياف ذات التنوع النباتي الكبير والتاريخي والجغرافيا الصعبة، غابات طبيعية لم يزرعها أحد، ولم يتكلف عليها أحد وعلى قِدمها وتنوعها كانت تستحق تخصيص مبالغ ضمن المتاح لفتح خطوط النار، واتخاذ إجراءات لمواجهة الحرائق ومنع انتشارها على مساحات كبيرة، ولكن أي من هذه الأمور لم تتخذ، والخشية أن يطال جشع البعض المساحات المحروقة فتتحول إلى أرض قابلة للزراعة مبدئياً ثم تتحول لمقاسم جديدة مُعدة للبناء تتقاسمها جمعيات سكنية أتقنت خداع الحالمين بمنزل، وكل المواقع المحروقة سابقاً أمثلة صارخة ولا سيما في غابات اللاذقية.
عندما يحصل حريق يجب أن تستنفر أجهزة الدولة بكاملها وعلى رأسها الإعلام والقضاء لإشعار الناس بأهمية الأمر، ويجب إطلاع الرأي العام على نتائج التحقيقات والعقوبات المُتخذة لكي يعتبر الجميع ويعرف أهمية الغابة، ولترسيخ ثقافة عامة عن أهمية الثروة الحرجية وكيفية الاستفادة منها وجعلها مورداً مهماً للمجتمعات المحلية المحيطة بالغابات وثروة وطنية.
ضغط النفقات ذهب بغاباتنا، وإعادة الوضع إلى ماكان عليه يحتاج إلى أضعاف ما وفرناه، ولن تستطيع كل مبالغ الأرض تجاوز الزمن لإعادة أشجار معمرة ونادرة، بضغط النفقات دفنا تاريخ وتنوع منحتنا إياه الطبيعة فخسرناه ببرودة إحساس وجشع متعطشين
خسرنا غاباتنا بمنع الاستثمار فيها أو بجوارها ، وخسرناها بندرة المشاريع العامة في مجتمع الغابات، وخسرناها بقوانين عنوانها التشاركية مع المجتمع المحلي وتنفيذها ممنوع الاقتراب والرعي والاحتطاب وإقامة الاستثمار والسياحة.
لا مراكز نقاهة صحية في غاباتنا ولا مصانع نباتات طبية ولا مشاريع سياحية، وإذا بقينا نديرها بنفس العقلية فستكون جبالنا مطلات على أطلال.
معد عيسى

 

 

التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
رقم العدد : 17042

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم