لا تفاهمات تحمي الإرهاب

لم يحظ اتفاق سوتشي حول منطقة خفض التصعيد في إدلب بفرصة للنجاح، لأن المجموعات الإرهابية ومشغلها التركي لم يلتزموا ولا يمكن أن يلتزموا بالاتفاق أو أي اتفاق آخر لأنه يعني بطريقة أو أخرى نهاية إجرامها.
إعلان سورية موافقتها على وقف إطلاق النار في إدلب كان مشروطاً بتنفيذ النظام التركي التزاماته بموجب اتفاق سوتشي الذي يقضي بانسحاب الإرهابيين إلى عمق 20 كيلومتراً عن خط منطقة خفض التصعيد وسحب السلاح الثقيل والمتوسط منها ووقف اعتداءات الإرهابيين، لأن دمشق تعلم جيداً أن النظام في أنقرة لن ينفذ تعهداته والتزاماته.
ومن هنا فإن موافقة سورية لم تكن تعني بأي حال التخلي عن حقها السيادي في ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم حتى وإن احتموا بالحضن التركي، فلا شيء يمنع الجيش العربي السوري من استهداف الإرهابيين على الجغرافيا السورية.
بالأمس استأنفت وحدات الجيش عملياتها ضد معاقل التنظيمات الإرهابية في ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب، فالحكومة السورية لا تقبل التعامل مع اتفاق سوتشي سوى حالة مؤقته الهدف النهائي منها إنهاء الوجود الإرهابي في تلك المنطقة وتخليص المدنيين من سطوته.
فخفض التصعيد أو أي اتفاق آخر لن يكتب له النجاح مالم يكن ممراً حقيقياً للقضاء على الإرهاب، وليس مجالا لتقوية شوكة الإرهاب وإتاحة المجال أمام المجموعات الإرهابية لتنظيم صفوفها وزيادة تحصيناتها وارتكاب المجازر بحق الأهالي.
إن تطبيق اتفاق سوتشي وبيانات آستنة يتطلب من الدول الضامنة الضغط على النظام التركي لوقف سياساته التخريبية في سورية وسحب قواته المحتلة من الشمال السوري والتوقف عن سياسة التتريك التي يمارسها في عفرين والمناطق الشمالية.
القضاء على الإرهاب في سورية أولوية وأي ممر يوصل إلى هذه الغاية مرحب به، أما الممرات والتفاهمات التي يراد منها اللعب على الوقت وإطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية، فلن يكون مصيرها سوى الفشل.
سورية بلا شك تعطي مجالاً للجهود الدبلوماسية ليس من منطلق ضعف بل من منطلق الحرص، لكن صبرها لن يطول حتى تتخذ الإجراءات التي تكفل لها تطهير جميع أراضيها من الإرهاب وإعادتها تحت راية الجمهورية العربية السورية، وهي قادرة وجيشها متأهب، فحرب الثماني سنوات لم تزدها إلا قوة وتصميماً وإرادة على تحقيق النصر.

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 7-8-2019
الرقم: 17043

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية