مناقشات وآراء لدعم مرحلة الطفولة المبكرة صحياً ونفسياً

تعد رياض الأطفال والطفولة المبكرة مرحلتين متكاملتين، وهذا يتطلب العمل على بقائهما كذلك، والحيلولة دون وقوع فجوة بينهما، ليس من قبل وزارة التربية فقط بل من خلال التشبيك والتنسيق بين الجهات المعنية بتأمين بيئة تعليمية وصحية وطبيعية وترفيهية آمنة وسليمة للطفل، ومن خلال إعداد عاملين مؤهلين في هذا المجال ذوي كفاءات وخبرات متميزة. والوصول إلى معارف وقواعد ومصادر معلومات قابلة للتطبيق. فهل يندرج ضمن الخطط والبرامج القادمة؟
طرائق ونشاطات
توضح كفاح حداد مدير عام المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة دور المركز التنسيقي في توحيد الجهود لدى الجهات المعنية سواء كانت حكومية أو منظمات مدنية أو دولية بكيفية العمل لحماية الطفولة المبكرة خلال الفترة القادمة بعد دراسة التداعيات للوصول إلى وجود كل طفل في أسرة تمتلك الوعي الكافي للتربية السليمة،
وقالت نحن نعمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كونها تمتلك خبرات طويلة في دعم الطفل، ومع الإدارة المحلية والبيئة للبحث عن سبل حماية بيئية للطفل فهناك لجان الحي والبلديات التي يجب أن يمتلكون الوعي الكامل وتأمين الأساسيات من حدائق لكي يذهب إليها الطفل ومنتزهات، ومدارس، بالإضافة للعمل نحو تقديم الدعم المادي والفني ضمن الإمكانيات المتاحة للمركز لاستهداف الأطفال من مرحلة الجنين إلى مرحلة عمر ثماني سنوات.
رؤية مستقبلية
حول الرؤية والنقاط الأساسية التي يجب التركيز عليها في المرحلة المقبلة أشارت حداد إلى مساعي المركز لجمع المعلومات حول واقع الطفولة المبكرة في سورية بالتعاون مع بعض الجهات المعنية، ووضع رؤية مستقبلية شاملة يعمل من خلالها كل جانب بما يتعلق بمهامه، بحيث ترفع هذه الرؤية ضمن تقرير عام إلى لجنة التنمية البشرية في رئاسة مجلس الوزراء ليتم اعتمادها وتنفيذها. موضحة كيف حضرت قضايا الطفولة المبكرة بكل أبعادها وتم نقاشها مع المشاركين من ممثلي هذه الجهات وفقا لتداعيات الحرب على هذه المرحلة العمرية للأطفال، وتأثيراتها وكيفية الخروج منها، تناولوا خلالها تحديد مناهج جديدة وطرائق تعليمية وأنشطة وبرامج يجب العمل عليها والسعي لتنفيذها بشكل يشمل جميع الأطفال السوريين في مرحلة الطفولة المبكرة، مع التأكيد على دور المركز كجهة متابعة مع كل هذه الجهات.
من عمر الصفر

الدكتورة أروى عيسى رئيسة المراكز الصحية في وزارة الصحة أكدت على رؤية مستقبلية لحماية الطفولة من الناحية الصحية مبينة دور الوزارة في حماية الفئات العمرية كافة، مع اهتمام أكبر بمرحلة الطفولة وتقديم إجراءات مميزة، لان الكشف عن أي إعاقات أو مشكلات منذ البداية يكون التعامل معها أفضل، قبل أن تتطور في المستقبل، لهذا تعتني وزارة الصحة بالطفولة من المرحلة الجنينية من خلال الاهتمام بالأم الحامل واستعدادها للتعامل مع الطفل وتربيته أفضل تربية، مشيرة إلى استمرار العمل في تقديم الحماية الصحية ومتابعة اللقاحات، التي كان تنفيذها رغم الظروف بمثابة فخر كبير وبخاصة بعد إشهار سورية خالية من شلل الأطفال، وعدم وجود حالات تغذية فوق المعدلات الطبيعية، إضافة إلى أن الجديد الذي يتم العمل عليه هو تحفيز الطفولة المبكرة ومتابعة النمو مع العلاقات الأسرية، وهو المشروع الذي انطلق العمل به في أربع محافظات هي دمشق وطرطوس وحماة وريف دمشق من خلال مراكز لمتابعة خدمات الطفل بشكل متكامل من فحوصات ولقاحات وتغذية وفقا لجلسات ضمن برنامج معتمد لمتابعة نموه وتطوره الحركي والنفسي ومقدراته العقلية وتعليم المرافق له كيف يكتشف أي انحراف في نموه وتطوره، وحاليا يتم التوسع في عدد المراكز التي تقدم هذه الخدمات.
برامج خاصة بالطفولة
للإعلام حصة كبيرة في تسليط الضوء على مشكلات الطفولة في كل الأعمار، وهناك الكثير من البرامج الإعلامية الخاصة بالأطفال والموجهة إليهم، يوضح الأستاذ عمار غزال مدير الإعلام التنموي في وزارة الإعلام طبيعة دور الإعلام في معالجة الأمور المتعلقة بالطفولة المبكرة مبينا وجود الكثير من الندوات الموجهة للأمهات حول الصحة الإنجابية والحملات الإعلامية حول اللقاح والتي يتم تغطيتها بشكل كاف ضمن جميع وسائل الإعلام، وإنتاج أفلام كرتونية لفئات عمرية مستهدفة ضمن الخطة الحالية بالتوجه إلى رياض الأطفال والمدارس في مواد إعلامية مناسبة لتداعيات المرحلة وحملات إعلامية عن المشكلات التي قد يتعرض لها الطفل من التسول والعمالة وشم الشعلة، وتسليط الضوء على ما يتعرض له الطفل من استغلال من قبل التجار للترويج لبعض السلع وبخاصة المواد الممنوعة واستخدامه أداة للتسول أو السرقة أو الاتجار بالممنوعات.
مشيرا: إلى أعمال مختلفة في هذا المجال منها إنتاج أفلام قصيرة موجهة للأهل حول كيفية الاستخدام الأمثل للأجهزة الحديثة من قبل الأطفال لتجنيبهم آثارها السلبية، عبر البرامج الصباحية المستمرة في تقديم الفقرات التي تهم هذه المرحلة العمرية.
أندية اجتماعية
وضاح سواس عضو قيادة منظمة طلائع البعث أشار إلى أن رؤية المنظمة بدأت منذ عام 2012 مع مؤشرات الحرب الإرهابية على سورية فبدأت ببرامج الدعم النفسي للأطفال وخاصة الأعمار الصغيرة، مع التركيز على مهارات التواصل معهم ضمن مهارات الحياة مثل فن التفاوض والحوار والإقناع وتم إعداد الكثير من ورشات العمل الموجهة لقضايا الطفولة، بحيث طلب تعميم هذه التجربة في دور الرعاية الاجتماعية في كافة المحافظات.
مبينا استمرار المنظمة في إحداث مراكز للأنشطة اللاصفية ضمن المدارس في كافة المحافظات، وعودة الأندية المدرسية الطليعية التي تقام بالمجان بشكل كامل بعد أن تم تأمين مستلزماتها من قبل المنظمة ووزارة التربية، والتركيز على الأندية الاجتماعية الرياضية للأطفال التي يرافقها حملات للتعريف بالتأثيرات السلبية لشبكات التواصل الاجتماعي وبخاصة في العمر المبكر للطفل وتحصينه من قبل الأسرة .
ومن خلال المتابعة الميدانية وإجراء استطلاع رأي للأطفال تبين أن هناك نسبة كبيرة من الأطفال يعانون من مسألة التمييز في أسرهم، والتمييز ضمن الصفوف، الأمر الذي تطلب من المنظمة بحسب السواس التركيز باتجاه الطفل والأسرة والمجتمع المحلي وبث رسائل للمعلمين، والانطلاق باتجاه برامج عمل مشتركة لإعادة بناء فكر الطفل وترسيخ المفاهيم والقيم الاجتماعية والوطنية وخاصة بعد أن أصابه خلال الحرب والشابكة العنكبوتية تشويش فكري.
وقال السواس: نعمل الآن سويا مع الجهات المعنية على إعادة تكوين الطفل من جديد من خلال البرامج والأنشطة والتعليم بالترفيه، وتوفير أرضية لإعادة معسكرات طلائع البعث التي بدأت تنشط تباعا من طرطوس إلى حمص إلى رأس البسيط في اللاذقية إلى معسكر الزبداني، مع العمل على إعادة روح المهرجانات القطرية للأطفال وإشراكهم في مسابقات الرواد، التي استقطبت الكثير من الأطفال، ففي المسابقات الأخيرة للرواد والتي أقيمت على مستوى سورية شارك فيها أكثر من 1146 طفلا من كافة المحافظات وكانت الاستضافة في طرطوس والمستضيفون هم أسر من الأهالي.

 

ميساء الجردي
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين