الأحداث المتسارعة التي شهدتها قبة الفيحاء الكروية خلال الأيام الماضية لناحية تقديم رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم استقالتهم بشكل مفاجئ، والبيان الذي أعلنه رئيس الاتحاد الرياضي العام المتضمن إشارة لتكليف أمين عام الاتحاد سامر ضيا بتسيير شؤون المؤسسة الكروية، وكذلك اعتراف رئيس المنظمة الرياضية الأم بأن سبب الاستقالة عائد للشعور بالمسؤولية بعد سلسلة الخيبات والنتائج المتواضعة التي سجلها منتخبنا تحت قيادة الاتحاد المستقيل، ومن ثم الإعلان في نفس البيان عن موعد انتخاب مجلس إدارة جديد للاتحاد خلال الربع الأخير من العام الجاري، يدفعنا لتذكير البعض من أصحاب القرار في مكاتب المنظمة الرياضية الأم في البرامكة، بالطريقة التي تم من خلالها تسهيل وصول رئيس وأعضاء الاتحاد المستقيل لمركز القرار في كرتنا، و بالتالي مطالبة المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بعدم التأثير على مسار انتخابات اتحاد اللعبة الشعبية الأولى المنتظرة، طالما أن التجربة السابقة أثبتت فشلها وقادت كرتنا لنتائج مخيبة باعتراف قاطني مكاتب المنظمة الرياضية الأم.
طبعا الأسابيع القليلة القادمة ستشهد إصدار التعليمات الانتخابية، وكذلك الإعلان عن الشروط الواجب توافرها في الشخصيات الراغبة بالترشح لرئاسة أو عضوية الاتحاد، وبالتأكيد فإن المطلوب بعد ما أفرزته تجربة الاتحاد السابق ألا يتم تفصيل الشروط الانتخابية على مقاس شخصيات معينة، وألا يكون للتعليمات الانتخابية أهداف لا تخدم كرتنا لناحية إبعاد بعض الوجوه التي يرغب الشارع الرياضي بوجودها في مركز القرار، أو وضع عراقيل من نوع معين بهدف التأثير على العملية الانتخابية.
منذ أيام خرج بعض نجوم اللعبة بتصريحات إعلامية أكدت وجود رؤية وخطة عمل واستراتيجية طويلة أمد لكل منهم، في حال تواجدهم في مفاصل العمل ضمن اتحاد الكرة وحال أتيحت لهم إمكانية اتخاذ القرار، وبصراحة فإن الفرصة تبدو مواتية لتمهيد الطريق أمام أبناء اللعبة الشعبية الأولى لانتشالها مما هي فيه، عوضا عن إبعادهم وعرقلة مساعيهم من جديد.
لسنا في صدد اتهام أحد ولا يعنينا التمحيص في مشاكل الماضي القريب والبقاء في حيّز انتقاد كل ما فات، فما يهمنا الآن هو المستقبل الذي يجب أن يُبنى على أسس صحيحة، من خلال تلافي الأخطاء السابقة التي أدت لفشل كروي وعثرات متتالية دون القدرة على تجاوزها.
هي صفحة جديدة ستعيشها كرتنا وننتظر أن يدلي فيها أصحاب القرار بدلوهم، على أسس سليمة دون تكرار ماحملته المرحلة الماضية من عثرات وإرهاصات.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044