«الأوروبي» يتهيأ لمفاوضات شاقة .. الداخلية البريطانية: «بريكست» بلا اتفاق يعرض أمن البلاد للخطر

في ظل الغموض الذي يلف عملية «بريكست» , تكثف المملكة المتحدة استعداداتها للخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق , وسط تحذيرات من تداعيات ذلك على أمن البلاد واستقرارها , وتزايد المخاوف الأوروبية من انقسامات بين الدول الـ 27 إذا ما خرجت بريطانيا دون اتفاق.
رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في بريطانيا نيل باسو أكد أن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق سيضر بأمن واستقرار المملكة المتحدة.
وكشف باسو لصحيفة «الغارديان» أنه بعد مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق ، ستفقد الشرطة إمكانية الاطلاع على البيانات من خلال نظام معلومات «شنغن»، وسجلات أسماء الركاب والقدرة على استخدام أوامر الاعتقال الأوروبية، مشيرا إلى أن ذلك سيشكل خطرا مباشرا يتمثل في أن القادمين إلى هذا البلد قد يكونون مجرمين خطيرين ، وأن أمن البلاد سيتعرض لبعض المخاطر التي لا أستطيع أن أحدد نطاقها.
وكان رئيس الوزراء بوريس جونسون، قال إنه يريد التوصل إلى اتفاق جديد مع بروكسل، لكن بريطانيا ستترك التكتل دون اتفاق إذا لزم الأمر، مضيفا أنه يتعين على البلاد الاستعداد لما قد يتبع ذلك من اضطراب.
إلى ذلك أعلن مسؤولون أوروبيون أن الاتحاد الأوروبي يستعد لمباحثات صعبة مع جونسون، مدركين أن رئيس الوزراء البريطاني مستعد لإخراج بريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق ويراهن على الخوف من ذلك لإحداث انقسامات بين الدول الـ27.
وحذر دبلوماسي رفيع المستوى بعد إطلاعه على فحوى محادثات الأسبوع الماضي بين مستشار جونسون ومسؤولين أوروبيين كبار « يستحسن الاستعداد لبريكست بدون اتفاق , لأن بوريس جونسون جاد بشأن هذا التهديد.
وقال : سيحاول الرهان على الخوف من بريكست بدون اتفاق لإحداث انقسامات بين الأوروبيين. وأضاف : السؤال هو من سيتنازل قبل الآخر , لأن بوريس جونسون يتبع نهجا سياسيا يقضي بالبقاء في السلطة.
وعلى تويتر، أعلنت النائبة الأوروبية البولندية المحافظة دانوتا هوبنر العضو في المجموعة حول بريكست في البرلمان الأوروبي : من الواضح أن الـ «لا اتفاق» مناورة تكتيكية , للأسف لن يكتب لها النجاح.
وأكدت أنيكا بريدهارت المتحدثة باسم رئيس المفوضية الأوروبية أن جان كلود يونكر جاهز إذا أراد بوريس جونسون التباحث وتوضيح موقفه شخصيا أو هاتفيا.
وكان مستشاره ديفيد فروست التقى الأسبوع الماضي في بروكسل معاوني مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه وأعضاء في مكتب جان كلود يونكر.
وقال محاوروه لفرانس برس : أتى ليطلب إلغاء «شبكة الأمان» الأيرلندية , التي نص عليها اتفاق بريكست المبرم في تشرين الثاني 2018 بين تيريزا ماي وبروكسل , وذكر أحدهم أن هذا هو الشرط المسبق لجونسون لأي مباحثات , وهذا غير مقبول بالنسبة إلى الدول الـ 27 .
وأعلن دبلوماسي أوروبي : لا نرى لماذا سيمنح الاتحاد بوريس جونسون ما رفضه لتيريزا ماي الذي كان يتعاطف معها , إن أحد الخيارات الممكنة سيكون أن توافق لندن على أن تصبح حدود أيرلندا الشمالية مع باقي المملكة المتحدة ، ولذلك يجب اقناع الحزب الوحدوي الديموقراطي الحليف الأيرلندي الشمالي الذي يسمح له نوابه الـ10 بأن يتمتع بغالبية صوت واحد في مجلس العموم.
وأضاف : لن يحدث شيء قبل قمة مجموعة السبع في بياريتز بفرنسا نهاية آب.
وأفادت المفوضية أن اجتماعا تحضيريا قد يعقد قبل ذلك بين ميشال بارنييه والوزير البريطاني المكلف ببريكست ستيفن باركلي لكن لم يتم بعد الاتفاق على شيء.

وكالات – الثورة :
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044