علّمــــوا أبنــــاءكم أبجــديات الحب

 

 

الكلمة الطيبة ريشة رسّام، إمّا أن نرسم بها في وجدان أطفالنا بالأسود أو نزركشها بالألوان، فالكلمات التي نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خـيّـرة وإلا فلا، فكم نشهد في حياتنا اليومية الكثير من الآباء يقولون لأبنائهم كلمات تحط من القيمة، تشنيع، استهزاء بخلقة الله من دون أن نلحظ أن الطفل المهان يفك هذا الرمز ويبرمج هذا الكلام وينتج عنده حالات انطواء، عدوانية، مخاوف وعـدم ثـقة بالنفس.
كل هذه المعلومات وغيرها استفاض بها عضو فريق الدعم النفسي في قيادة منظمة طلائع البعث في ريف دمشق الدكتور ماهر بركات الزامل في محاضرة أقامها ثقافي الميدان تحت عنوان» أثر التربية الممزوجة بالحب على بناء الشخصية الإنسانية» فقد بين أن اختياره للعنوان نتيجة اطلاعه على دراسات تشير إلى تفشي الفراغ العاطفي والاحتياج الشديد إلى الحب ولاسيما الأطفال، معتبراً عدة مؤشرات، منها، على سبيل الذكر وليس الحصر، ازدياد حالات الطلاق والطلاق النفسي في المجتمعات العربية، وارتفاع نسبة الجريمة عند الأحداث، وارتفاع معدل زواج القاصرات، وزيادة معدل التسرب المدرسي، وتفشي ظاهرة تشرد الأطفال وهدر طفولتهم وضياع مستقبلهم وغيرها من الظواهر التي تحتاج إلى عناية المربين، مبيناً أن التربية بالحب، منفذ ومنقذ للإنسان، لذلك لا تنفصل التربية بين الحب والحرية والاستقلال، وهما شرطان لازمان لحياة إنسانية لائقة.
يعتقد الفلاسفة أنَّ التربية هي» التي تجعل من الفرد أداة سعادة لنفسه ولغيره»، فالحب عاطفة إنسانية تتمركز حول شخص أو شيء أو مكان أو فكرة وتسمى هذه العاطفة باسم مركزها فهي تارة ًعاطفة حب الوطن حين تتمركز حول الوطن وتارة ً أخرى عاطفة الأمومة حين تتمركز عاطفة الأم حول طفلها.
فالحب أيضا ً حاجة نفسية تحتاج إلى إشباع باستمرار فكيف تتكون هذه العاطفة التي بتكوينها عند الأم تشبع الحاجة للحب عند الطفل .
يشير الزامل في محاضرته إلى أن للتربية بالحب أثراً كبيراً وفعالاً في تنمية الدماغ وزيادة مستوى الذكاء، موضحاً الدراسات التي أجريت في معهد القلب في كاليفورنيا وتأثير الحب على الصحة والدماغ وارتفاع مستوى الذكاء، فقد قام الباحثون في المعهد بدراسة ضربات القلب ووجدوا أنها حين نشعر بالحب أو أية أحاسيس إيجابية مثل الشفقة, الاهتمام, أو الامتنان يقوم القلب بإرسال رسائل إلى الدماغ ويفرز هرمونات تؤثر بشكل إيجابي على الصحة وارتفاع نسبة الذكاء.
من جانب آخر اكتشف اختصاصي القلب بروس ويلسون, رئيس لجنة التثقيف الطبي في مستشفى كولومبيا إن العديد من مرضاه يعانون فقط من المخاطر الخمسة المكتشفة لأمراض القلب وهي, الوراثة, ارتفاع مستوى الكولسترول, التدخين, السكري وارتفاع ضغط الدم بل أيضاً من تأثير التوتر في حياتهم، وروى ويلسون أنه رأى مرضى تتحسن ضربات قلوبهم بمجرد الانتقال من حالات الغضب أو التوتر إلى الحب.
مختتماً الدكتور ماهر الزامل محاضرته بنصح الحضور لاسيما الآباء والأمهات بامتلاك وسائل التربية بالحب لما لها من تأثير في الدعم النفسي أو بما سميت أبجديات الحب وهي ثمانية: كلمة وبسمة حب، نظرة ولقمة حب، لمسة ودثار حب، ضمة و قبلة حب.
رنا بدري سلوم

 

التاريخ: الأحد 11-8-2019
رقم العدد : 17047

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين