الإقالات التعسفية والاتهامات الباطلة تؤكد ديكتاتوريته.. «الشعب الجمهوري»: نظام أردوغان ينقلب على الديمقراطية المنتخبة
من قال إن أردوغان يهتم بالديمقراطية فهو واهم، فالاستبداد من طبيعته وما يمارسه نظامه من ديكتاتورية على الشعب التركي هو انقلاب على تلك الديمقراطية، التي أصبحت للاستهلاك فقط وليس لها من الواقع شيء، فالسجون والاعتقالات والإقالات والاتهامات ولغة التخوين التي يستخدمها والتشهير الذي يطول الكثير الكثير، هي ما يؤكد حقيقة ديكتاتوريته المغلفة بصورة ديمقراطية مزيفة وممزقة.
ومع ما يمكن اعتباره انقلابا على الشعب ولكن بطريقة وأسلوب آخرين، استنكر نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أوزكور أوزال قرار وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو إقالة رؤساء بلديات ديار بكر وماردين ووان جنوب شرق تركيا، مشيرا إلى أن نظام أردوغان أثبت من خلال هذا الإجراء أنه فاشي واستبدادي.
وقال أوزال في تغريدة له على موقع تويتر أمس: إن الشعب التركي انتخب رؤساء البلديات الثلاث بأغلبية كبيرة وأثبت تمسكه بالديمقراطية، إلا أن حزب العدالة والتنمية أثبت عدم احترامه لإرادة الشعب الذي انتخب أيضا مرشحي العدالة والتنمية في ولايات أخرى واصفاً إقالة رؤساء البلديات الثلاث بأنه انقلاب على الديمقراطية.
وكان وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو أقال في وقت سابق رؤساء بلديات ديار بكر وماردين ووان متهما إياهم بالإرهاب ويقصد بذلك صلاتهم بحزب العمال الكردستاني، في حين داهمت قوات الشرطة التركية مباني البلديات الثلاث وحاصرتها صباح أول أمس ومنعت العاملين في البلديات من دخولها كما قامت بعمليات اعتقال شملت العديد من أعضاء وأنصار حزب الشعوب الديمقراطي المعارض.
حيث ذكرت وكالة رويترز أن وزارة الداخلية التابعة لنظام رجب طيب أردوغان أصدرت بيانا أشارت فيه إلى اعتقال 418 شخصا في 29 إقليما في البلاد بذريعة صلاتهم بحزب العمال الكردستاني.
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو دعا أول أمس اللجنة التنفيذية للحزب إلى اجتماع طارئ لمناقشة التطورات الأخيرة.
وعلى خلفية الانقلاب على الديمقراطية المنتخبة ناشد غارو باليان عضو البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي جميع الأحزاب والمنظمات والقوى الديمقراطية اتخاذ موقف عاجل وفعّال ضد نظام أردوغان ردا على إقالة رؤساء البلديات الثلاث.
وقال باليان: إذا سكت الجميع عن القرار الأخير فإن أردوغان لن يتردد في إقالة رؤساء بلديات أنقرة وأزمير وباقي البلديات التي فازت فيها المعارضة في الانتخابات الأخيرة.
وكان رئيس النظام التركي دعا الناخبين قبيل الانتخابات البلدية التي جرت في آذار الماضي إلى عدم التصويت لمرشحي حزب الشعوب الديمقراطي وهدد بإقالتهم في حال فوزهم، فيما أقال وزير داخليته في عام 2017م رؤساء بلديات كل الولايات والمدن التي يديرها ممثلو حزب الشعوب الديمقراطي وعددهم أكثر من 7.
والنظام التركي يشن حملات قمعية واسعة جنوب شرق تركيا بعد نكوثه بوعوده بموجب اتفاق سلام توصل إليه في عام 2012م مع حزب العمال الكردستاني كما يستهدف مناطق شمال العراق بدعوى محاربة عناصر الحزب.
وكانت سلطات أمن أردوغان اعتقلت خلال الفترة الماضية أكثر من خمسة آلاف من أعضاء وأنصار الشعوب الديمقراطي بتهمة الإرهاب.
كما طردت تركيا العشرات من رؤساء البلديات في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية في العام 2016م بسبب الاشتباه في ارتباطهم بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، واستبدلتهم بمسؤولين من حكومة النظام.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 20-8-2019
الرقم: 17051