«مـــن أنــــــوار الشــــهداء».. قصائـــد في الحــب والســــلام والـــوطن

استحق الشهداء من شعبنا السوري أنبل الكتابات والقصائد، ولا نفيهم حقهم بالمقارنة مع إنجازهم العظيم، بمواجهة هذه الشراسة الاستعمارية على بلادنا.. ومن منا لم يشد قامته محبة لكل قافلة من الشهداء وهي تزين شوارعنا وسياراتنا وبيوتنا..إننا نرفع رؤوسنا محبة وتحية لكرم ٍغمروا به بساتين سورية وبواديها وجبالها وأريافها وكل حبة تراب فيها.. فألف تحية مع توطئة كتاب «أنوار الشهداء» للشاعر حسن عيسى.
هو ديوان شعري يدخل مناخنا الوطني بثقة الشاعر وجدارة الوطني المحب، وهذه نقطة راقية تسجل لكل أديب وكاتب وشاعر ومواطن رفع قبعته تحية لهؤلاء الشباب والرجال الأبطال، الذين سيتوقف عندهم التاريخ مستقبلاُ ويروي للأجيال حكايات وحكايات عن معاني بطولاتهم وصمودهم..
وفق هذه المعاني وضمن هذا السياق أهدى الشاعر كتابه قائلاً:
أُقدِّمُ قَلْبي في كِتابي هَديَّة
لأَبْنائِنا الأَبْطالِ في زَمَنِ النَّصْرِ
لأمٍّ بِكَتْ بُعْدَ الغيِابِ شهيدَها
ولكنَّها حَيّتْهُ عِِقْداً من الزّهرَ
لأِرَضٍ حماها الله بارَكَ حولَها
وأكرَمَها بالطّيباتِ مَدى الدّهرِ
ومن المنبع ذاته يطلق أجنحة عناوينه في فضاء سورية, يبعث شذاها وروداً من الحب والرياحين عناوين: للشهيد تحية، دعاء, أم الشهداء، عكّاز البطل، عرس…. وسوى ذلك من الرموز والمعاني الوطنية، يدرج الشاعر معها حكايات من روعة المواقف البطولية ومسمياتها وتجلياتها وآثارها على الموقف الجماهيرري الشعبي..
لكلِّ شهيدٍ قِصَةٌ في شِفاهِنا
تدورُ على الأسماعِ قافيةً حُبَّا
وكلُّ شهيدٍ كوكبٌ في سَمائِنا
يُضيءُ لنا الدُّنيا، ويوسِعُها دَرْبا
وكلّ شهيدٍ نورُهُ في قلوبِنا
وحقَّ له واللهِ أنْ يسكنَ القلْبا
ويتألق الشاعر بمحبة وطنه, فيكتب عن أبطاله الميامين بحبر المحبة وحروف العاطفة الصادقة، بلغة سهلة بسيطة خالية من تعقيدات التصوير والتخييل، يرسلها هكذا من نبض رأيناه يتألق عشقاً لتراب الوطن: كتب في قصيدة أم الشهداء:
هنيئاً لَكَ العرسُ المعطّرُ بالندّى
وحسبْكَ هذا العرسُ أن كان من ندى
رأتْكَ ندَى ذاكَ الجريح فعظّمتْ
جراحَكِ تندى بالبطولةِ والفدى
وتبقى الأم أرقى بطاقة وطنية سورية، مع رابط الأم الكبرى سورية، وأم البطل الشهيد، تنتعش رواية البطولات، وحكايات الصمود، لتكتمل الصورة الحية، اللوحة السورية الممتدة من ماضي السوريين حتى حاضرهم..
أمَّ الشهيدِ ظهرتِ اليومَ مُعجزةً

كأنّها قدرٌ آتٍ مِنَ القَدَرِ
أكْبَرْتُ فيكِ يَقيْنَاً لا يُفارقُهُ
دَمْعٌ خفيٌّ دَوَاءُ القلبِ والبصرِ
أكبرتُ فيكِ ابتساماتٍ على أَلَمٍ
تقدِّسينَ شهيدَ الحقِّ والظَّفَرِ
وليت المجال يتسع هنا لقراءة أنبل كلمات قلوبنا وصدورنا، يأتي بها الشاعر حسن عيسى مروية مكتوبة بحبر الحنان وصرير الروح..كتاب مميز في زمن صعب.. لكننا نحن من انتصر وقهر الغزاة من أعدائنا.
علاء الدين محمد

 

التاريخ: الخميس 22-8-2019
رقم العدد : 17053

 

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر