لم تخلُ ساعات أردوغان الأخيرة من كوابيس ثقيلة، كان أصعبها وأقواها كابوس خان شيخون كمقدمة أولية لريف حماة الشمالي، ومقدمة إضافية لمحافظة إدلب ومناطق أخرى ما زال الإرهاب يعيث فيها فساداً وتخريباً.
وخلال الأيام الماضيات لم يخفِ أردوغان وجهه الإرهابي عن العالم فقد دفع بتعزيزات ومعدات وعربات مصفحة خدمة لجبهة النصرة الإرهابية، لكن كل دعمه لم يقدم شيئاً في معركة الشرف المقدسة للجيش العربي السوري وهو يرسم بالنار حدود اتفاق سوتشي الساقط عملياتياً، يرسمها الجيش العربي السوري بقوته وإرادته خلافاً لرغبات وأوهام أردوغان وهو من اعتاد على التوقيع على اتفاقات وتوافقات لا يلبث أن ينقلب عليها ناكثاً بكل العهود التي يقطعها خلال تلك اللقاءات.
قد يكون الجنون التركي بلغ مداه عند أردوغان الذي اتصل على وجه السرعة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالباً عقد قمة عاجلة مع سيادته للتباحث في التطورات الأخيرة ومناقشة سقوط أحلامه تحت أقدام الجيش العربي السوري الباسل، ومرسلاً إشارات تهديد من خلال مناقشة الوضع المستجد في شمالي حماة وإدلب مع شريكه وحليفه الدائم في واشنطن في ظل الاتفاق العدواني الجديد ما بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن ما يسمّى المنطقة الآمنة والمساعي العدوانية لفرض أمر واقع يمثل مواجهة للإنجازات التي تحققت في خان شيخون وجوارها في الأيام القليلة الماضية مع المنتظر من إنجازات جديدة في مناطق أوسع غيرها. تؤكد جميع المعطيات والدلائل أن أردوغان كشخص لا يمكن الوثوق به أبداً وهو شخص معتاد على الانقلاب على جميع التزاماته التي يعقدها ويوقع عليها، وهو لا يجد حرجاً في تلك الأكاذيب ما دام الوهم العثماني يحدد خططه وأعماله ومواقفه كلها، وهو يفتش في دفاتره القديمة عن عوامل استعادة هيبته التي سقطت على مداخل خان شيخون وعلى أعتاب نقاط تفتيشه المقررة في اتفاق سوتشي والمؤكد عليها في منصة آستنة، فماذا تراه يفعل أكثر مما فعل حتى الآن؟ من هذا المنطلق والتحليل الموضوعي الدقيق لشخصية الواهم العثماني الحديث نتوقع أنه لا يمكن أن يتوقف عن ممارساته العدوانية إلا إذا وجد ضغطاً يمنعه من المضي في أسلوبه العدواني البغيض، وهو الأمر الذي بدأه جيشنا العربي السوري الباسل، وهو الرد الطبيعي والناجع الذي تتبعه سورية في مواجهته علَّه يصحو من أوهامه، ويبعد الكوابيس السوداء عن أحلامه الغبية.
مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 26-8-2019
الرقم: 17056