لاتزال ذكريات الدورة (59) من معرض دمشق الدولي عالقة في أذهاننا، لم يكن افتتاحاً اعتيادياً، سدت المنافذ والطرقات والناس في طريقها للاحتفاء بعودة المعرض الى الحياة (2017), كنا نحتفل معا في الهواء الطلق.. لا بالمعرض فقط، بل بنجاتنا من كل الانكسارات التي حاولت لي إرادة شعب لايقهر، فأثبتنا اننا أعصياء على القهر..
الدورة التالية (2018).. كنا كمن اعتاد الحياة الطبيعية وبدأنا نلتفت الى تفاصيل أخذتنا الى كل ردهات المعرض ومساربه الاقتصادية منها، والثقافية.. التي بدت كأنها خلفية.. تزيد من ألق المعرض، وترفع من متعة القادم إليه، فلا احتفاء خالص بلا متعة ثقافية وفنية.. تجعل من نسمات المعرض المسائية ذات مسارات لامعة تشبه ذهبية الشمس وهي تخطف نفسها بصعوبة منعطفة عن أرض المعرض..
وتشبه فضية أول شعاع يشرق ليلقي تحية الصباح بنقاء خالص.. على أرض المعرض.. مندهشا من عودة حياة لاتشبه حياة مابعد الحروب، لأن النهوض على عجل لايبدو أنه قضم شيئا من عزيمتنا..
عام إثر آخر.. تتوضح معالم جديدة لمعرض يحاول الى جانب كل أدواره الاقتصادية، أن يحتفي بحياة بشر في لحظة وانت تدور بينهم.. تشعر أن جراحهم واحدة، وأنهم يتقنون بلسمتها معاً..
اليوم مع بدء العد التنازلي لافتتاح دورة جديدة من دورات المعرض، نستحضر ذاكراتنا, لنتمكن من نفضها استعداداً لطقوس جديدة، تمتزج فيها ليالي المعرض طرباً، وفناً ومسرحاً.. عبرها نحن لانستدعي اللحظات الممتعة بقدر ماتستدعينا الحياة إليها بحكنة من اعتاد القفز عالياً مع اشتداد رياح الصعاب.. !
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 26-8-2019
الرقم: 17056