مع قرب انطلاقة الحدث الدولي، تخبرنا فيروز من خلال أغنيتها الشام بعودة الصيف، فيستعد السوريون معه لموعد منتظر باسمه العريق معرض دمشق الدولي الحدث السوري الأبرز، الذي يجتمع فيه العمل والنشاط والحياة ويشكل بوابة للانتعاش الاقتصادي والتبادل الثقافي والحضاري والاجتماعي والترفيه، فللمعرض دور تاريخي في عرض صورة الواقع الزراعي والصناعي والتجاري لسورية، ووجهها الحضاري والثقافي وتنمية العلاقات الاقتصادية مع دول العالم حيث يعتبر منصة لعرض المنتجات الوطنية وعقد الاتفاقات وإبرام العقود على مستويات محلية وعربية ودولية ما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتفعيل حركة العمل والاستثمار.
فمع قرب الانطلاقة الحدث لمعرض دمشق الدولي درة معارض الشرق في دورته /61/، التي تقام تحت شعار (من سورية إلى العالم)، فأكثر من نصف قرن ومعرضنا الدولي ما زال يتربع على عرش المعارض الدولية بقدمه وعراقته، فهو كان وما زال وسيبقى قبلة أنظار كبريات الشركات الدولية الرسمية والخاصة، ومحطّ اهتمام وإعجاب آلاف الشركات السورية والعالمية، والوجهة الرئيسة لمئات آلاف الزوار من داخل سورية وخارجها، كونه المنصة الاقتصادية الأهم في المنطقة والفرصة الذهبية الأكبر لتبادل اللقاءات وعقد الصفقات الداعمة للاقتصاد الوطني والمضاعفة لمعدلات التبادل التجاري والمنشطة لقطاع الأعمال والاستثمارات في سورية.
وما تثبيت أكثر من /38/ دولة عربية وأجنبية من الدول المهمة في العالم في هذه الدورة، وبإجمالي مساحات محجوزة بلغت 100 ألف متر مربع (مبنية ومكشوفة)، إلا دليل عافية واستقرار في البلد، فمنذ انطلاق شرارته الأولى عام 1954 واستمرت وبشكل سنوي حتى عام 2011 ليتوقف وبشكل مؤقت لخمس سنوات نتيجة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية الوهابية المسلحة لتعود بعدها وتحديداً في عام 2017 عجلته بالدوران من جديد وصولاً إلى هذه الدورة، ونعتقد أن هذه الدورة التي ستنطلق الأربعاء القادم ستشهد تميّزاً ملحوظاً من حيث المشاركات الدولية والمساحات المحجوزة والمعروضات والقطاعات المشاركة، وذلك بعد انتصار ثقافة الحياة على ثقافة القتل والتخريب والدمار.
نعود لنقول مع قرب استقبال دمشق لزوار معرضها الدولي، فإن دورة هذا العام تحظى بمشاركة دولية واسعة ومتنوعة، ناهيك عن مشاركة كبيرة لرجال الأعمال باعتبار المعرض فرصة لعرض إمكانيات شركاتهم والاطلاع على الفرص الاستثمارية في سورية بالإضافة لعقد العديد من الملتقيات ما بين رجال الأعمال السوريين ورجال الأعمال العرب والأجانب، كما يضم فعاليات وأنشطة اقتصادية وثقافية عديدة منها مهرجان تسوق خاص بالأسرة السورية ومعارض متخصصة.
وللتذكير نقول إن مساحة مدينة المعارض تبلغ مليوناً ومئتي ألف متر مربع منها 83000 متر مربع لمباني العرض و 150000 متر مربع مساحة أماكن العرض المكشوف و17000 متر مربع لمباني المستودعات والمخازن والورشات و2100 متر مربع لمباني الخدمات و4500 متر مربع مبان إدارية. وهذه المساحة لا يوجد لها مثيل في كل المعارض الدولية.
asmaeel001@yahoo.com
اسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 26-8-2019
الرقم: 17056