التحذيرات الأخيرة التي وُجهت للنظام التركي، لا شك أنها كانت حازمة وفي مَحلها لجهة فرض قطع الإمدادات التركية لفصائل الإرهاب بالنار، ذلك بعد أن فشلت السياسة – تفاهمات آستنة، واتفاق سوتشي أيلول 2018 – بجعل نظام اللص أردوغان يتخلى عن دوره الداعم لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي ومَثيلاته ومُشتقاته.
صحيحٌ أن أرتال الآليات التركية المملوءة أسلحة وذخائر تَوقفت، ولم تصل إلى الإرهابيين، غير أن الصحيح أن نقاط المُراقبة التركية ما زالت تقوم بالدور لجهة إمداد فصائل الإرهاب بالمعلومات والذخائر، وأبداً لم تؤد دورها المنصوص عليه في التفاهمات الناتجة عن اتفاق سوتشي واجتماعات الدول الضامنة، وهو الأمر الذي بات يطرح بقوة السؤال حول مصيرها!.
نظام اللص أردوغان، ارتفع صراخه مؤخراً، وبدا كما لو أنه يمتلك حقاً يَجدر به الدفاع عنه لناحية التمسك بتلك النقاط، أي أنه بشكل مُخادع، وخلافاً للواقع، يُوحي بأهمية التمسك باتفاق سوتشي الذي لم يُنفذ خطوة واحدة من خطواته، ويُوحي بالرغبة بإنفاذ تفاهمات آستنة! متى؟ الآن بعد أن ماطل، وتنصل، وتوهم، واستغرق في رهاناته على المُرتزقة، وعلى تدخل واشنطن!.
انتهت المُهل الزمنية المَوضوعة لتنفيذ (سوتشي) والتفاهمات إياها، وانتهى التمديد المُتكرر لتلك المُهل الزمنية، ولم يُنفذ أي بند مما اتُفق عليه بسبب واحد وحيد يتلخص بكذب أردوغان ومُراوغته وتَهربه، ولا يوجد أي أسباب أخرى جديرة بالذكر، وبالتالي فإن التفاهمات والاتفاقات المَذكورة أصبحت لاغية ولا قيمة لها سوى أنها باتت الدليل العملي الذي يُدين بالوقائع نظام اللص أردوغان ويُثبت على نحو قاطع تورطه التام بدعم الإرهابيين.
نقاط المراقبة التركية التي وُجدت كنتيجة لاتفاق سوتشي، ولتفاهمات آستنة، ينبغي تَفكيكها وإزالتها فوراً، لأنها لم تؤد دورها، بل لأنها قامت بأداء أدوار مخالفة مناقضة تُثبتها الأدلة المحسوسة والملموسة، انطلاقاً من حقيقة أنها استغلت الاتفاقات لتكون قوة احتلال تُمارس القتل والنهب والسلب والإرهاب إلى جانب الإرهابيين، فضلاً عن ممارسة كل ما يُخالف مُوجبات نشوء (الدول الضامنة) كمجموعة، ناهيك عن مُخالفة مضامين اجتماعاتها ومُقرراتها في جولاتها المُتعاقبة!.
تفكيكُ نقاط المراقبة وسحب العناصر والآليات التركية، هو النتيجة الحتمية التي ستَقع قريباً جداً، مَصيرها هذا هو ما ستُواجهه القوات الأميركية الغازية المحتلة في التنف ومحيطها، ذلك أن القرار الوطني السوري صدرَ وأُفهم علناً، أن لا وجود لقوات محتلة في سورية، ولا مكان لتكفيري على أرضها، وإذا كانت سورية قد عملت بالتعاون مع حلفائها منذ بداية العدوان بثقة وحكمة، وواجهت قوى العدوان بثبات، ودحرت الإرهابيين والمرتزقة حسب جدول أولويات وضعته، فإنها ستُواصل ما بدأته بالثقة والصلابة ذاتها، وستَهزم قوى الإرهاب والشر والعدوان.. والأيام بيننا.
علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 26-8-2019
الرقم: 17056