أثار غضب النواب البريطانيين لتعليقه أعمال البرلمان … جونسون يلتف على الدستور لتمرير «بريكست» من دون اتفاق
يعود البرلمان البريطاني من العطلة الصيفية الأسبوع المقبل ويستعد لخوض معركة جديدة مع رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي تعهد بإخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول مع أو بدون اتفاق، في وقت يبدو أنه مصمم على تعليق عمل البرلمان خوفا من عرقلة النواب لخطته وبالتالي تأجيل «بريكست». حيث أعلن جونسون عزمه إعلان جدول الأعمال التشريعي الجديد لمجلس العموم البريطاني في الـ 14 من تشرين الأول المقبل ما يعني عمليا تعليق عمل البرلمان.
ونقلت «رويترز» عن جونسون قوله إنه من المرجح أن يصوت النواب البريطانيون على خطته التشريعية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يومي 21 و22 من تشرين الأول المقبل.
بدوره قال مصدر في الحكومة البريطانية إن جونسون يخطط لتحديد الـ 14 من تشرين الأول المقبل موعدا لخطاب الملكة وهو الموعد الحكومي الرسمي لعقد جلسة جديدة للبرلمان.
ويعني هذا التحرك عمليا تعليق البرلمان من منتصف أيلول لمدة شهر ويقلل الفترة البرلمانية التي تمكن النواب من التداول بشأن البريكست.
وأعرب نواب المعارضة البريطانية عن غضبهم لسعي جونسون إلى تعليق البرلمان، حيث قال الوزير الأول الاسكتلندي نيكولا ستورغيون إنه ربما يبدو ان جونسون على وشك تعليق البرلمان من أجل فرض بريكست دون اتفاق، محذرا أنه ما لم يجتمع النواب لوقفه الأسبوع المقبل فإننا سندخل تاريخا مظلما إزاء الديمقراطية البريطانية.
من جهته اعتبر رئيس البرلمان البريطاني جون بيركو الطلب الذي تقدم به جونسون تعليق أعمال البرلمان حتى الـ 14 من تشرين الأول انتهاكا صارخا للدستور ويهدف لمنع البرلمان من النقاش حول بريكست.
وقال بيركو في بيان: لم أتلق اتصالا من الحكومة لكن إذا ما تأكدت التقارير حول مساعي تأجيل عمل البرلمان فإن هذه الخطوة تعد انتهاكا صارخا للدستور، وأضاف بيركو: إنه من الواضح أن هذا المقترح يآتي الآن لمنع البرلمان من النقاش حول البريكست وتأدية واجبه وتشكيل مسار البلد.
وكان جونسون أعلن أنه طلب من الملكة إذنا لتعليق عمل البرلمان من الأسبوع الثاني من أيلول المقبل وحتى 14 تشرين الأول.
وقال جونسون في خطاب إلى النواب أمس: تحدثت مع الملكة إليزابيث وطلبت منها إنهاء الدورة البرلمانية الحالية في الأسبوع الثاني من أيلول، قبل بدء الجلسة الثانية بخطاب الملكة في 14 تشرين أول المقبل. وأضاف أنه سيكون هناك متسع من الوقت للبرلمان لمناقشة اتفاقية الخروج من الاتحاد الأوروبي التي يجب أن يصدق عليها البرلمان قبل 31 تشرين الأول.
إلى ذلك طلب زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين مقابلة الملكة إليزابيث للتعبير عن قلقه تجاه نية رئيس الوزراء تعليق عمل البرلمان قبل خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الخبيرة السياسية في صحيفة «ذي غارديان» هيذر ستيوارت أن كوربين كتب رسالة للملكة أعرب فيها عن قلقه تجاه إعلان جونسون أنه سيعلق عمل البرلمان، وطلب مقابلتها.
وتثير فكرة تعليق عمل البرلمان وإغلاقه جدلا واسعا في بريطانيا حيث قال المراقبون إنها ستوقف النواب عن لعب دورهم الديمقراطي في عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت أحزاب المعارضة البريطانية أول أمس أنها اتفقت على العمل معا من أجل منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، لكن إذا تم تعليق البرلمان في العاشر من أيلول كما هو مقترح فسيكون أمامهم فقط بضعة أيام للقيام بأي خطوة بما في ذلك التصويت بحجب الثقة عن حكومة جونسون.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 29-8-2019
رقم العدد : 17059